العدد 2326 - السبت 17 يناير 2009م الموافق 20 محرم 1430هـ

«الإسرائيلية» التي بكت...!

ريم خليفة Reem.khalifa [at] alwasatnews.com

«يونيت ليفي»، اسم قد لا ينسى لا عند الإسرائيليين ولا عند العرب وتحديدا عند الفلسطينيين، وهي التي علقت في اليوم الثالث للحرب على غزة بعد قراءتها لنشرة الأخبار في القناة الإسرائيلية الثانية «إنه من الصعب إقناع العالم بأن الحرب عادلة عندما يموت لدينا شخص واحد ويموت من الفلسطينيين أكثر من 350 شخصا»، ثم بكت بصورة فجائية مع نهاية النشرة.

الإسرائيليون شنو عليها حملة مازالت مستمرة، وهي التي تعتبر واحدة من أشهر المذيعات الإسرائيليات، إلا أن تصرفها المفاجئ أثار غيظ جنرالات الحرب وعصابات القتل والإرهاب في تل أبيب عندما أبدت تعاطفها بصورة تلقائية مع الأوضاع الإنسانية التي حلت بغزة وأهلها بسبب ما اقترفته الآلة العسكرية الإسرائيلية.

الحملة جاءت على هيئة عريضة تطالب بطردها من عملها وأيضا تقديم شكاوى ضد القناة التي تعمل لديها، على اعتبار أنها لم تراعي مشاعر الإسرائيليين بتصرفها اللامسئول على حد كلام أصحاب الحملة - في حربهم مع «عدو» خطير مثل حماس والغزاوية، وأنها معادية للصهيونية!!

أحد الشاكيين الإسرائيليين في الحملة كما جاء في أحد التقارير الصحافية قال «أتساءل وأنا والد جندي كيف أرسله للقتال إلى هناك في وقت أسمع فيه كلاما أن الحرب غير عادلة، وأيضا في وقت تبث فيه القنوات الفضائية في «إسرائيل» أخبارا عن مظاهرات طلاب ضد الحرب».

صحيفة «معا ريف» الإسرائيلية أشارت إلى أن ليفي ليست المذيعة الوحيدة التي يمكن أن يفسر البعض كلامها على أنه تعاطف مع غزة، فقد فعلت ذلك المذيعتان في القناة العاشرة ميكي حاييموفيتش وأشورات كوتلر عندما حاورتا بعض سكان غزة عن وضعهم الأمني وأوضاع أطفالهم.

كل ما جاء ذكره، يدعو إلى القول بأن أساليب «إسرائيل» الإجرامية بدأت تؤثر حتى في الإعلامي الإسرائيلي وليس على اعتبار أن المرأة أكثر تأثرا من الرجل بحسب ما وصفته بعض الصحف الإسرائيلية.

فما يحدث في غزة اليوم، لا علاقة له بمشاعر امرأة أو رجل، ولكن حقيقة الواقع والمشاهد، تفرض نفسها من الناحية الإنسانية على أن ما يحدث هو إعادة لممارسات وجرائم ليست بعيدة من تاريخ يمقته الإسرائيليون إبان حقبة ألمانيا النازية.

المذيعة الإسرائيلية عندما ذرفت عيناها الدموع... لم تذرف لأنها تناست بأنها إسرائيلية، يهودية، ولكنها ذرفت لأن مجازر النازية التي ارتكبت بحق قومها في وقت مضى، ها هي تتكرر بأيدي قومها في الوقت الحالي مع تاريخ يعيد نفسه لكن بحلة صهيونية إسرائيلية هذه المرة.

بقى أن نقول أن حرب غزة ومشاهدها المأساوية إلى استخدام الأسلحة المحرمة دوليا، كلها بداية لإبادة علنية ليس فقط لغزة ولكن للعرب أجمع أي تصفية للعرق العربي من عالم يصنف قضايا أمتنا المصيرية على قائمة الإرهاب.

إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"

العدد 2326 - السبت 17 يناير 2009م الموافق 20 محرم 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً