العدد 2323 - الأربعاء 14 يناير 2009م الموافق 17 محرم 1430هـ

القوة الذكية... والغزاويون ومصر

ريم خليفة Reem.khalifa [at] alwasatnews.com

الباحث بول سالم من مركز كارنيغي للشرق الأوسط قال في بحث بشأن السلام بالشرق الأوسط (قبل العدوان الإسرائيلي على غزة): إن على الرئيس الأميركي الجديد باراك أوباما «انتهاج سياسة متوازنة، وإن الإدارة الأميركية الجديدة ستحتاج إلى دبلوماسية ذكية وقوية لتمضي بعملية السلام قدما».

ويوم أمس نقلت وكالات الأنباء عن وزيرة الخارجية الأميركية المقبلة هيلاري كلينتون قولها: إنها ستعمد إلى إطلاق «القوة الذكية» في السياسة الخارجية.

كلينتون أعلنت أنها ستبدأ استخدام «القوة الذكية» وستستند إلى آليات براغماتية ودبلوماسية بل وستتبع نمطا مختلفا في تعاملها مع إيران وكيفية إنعاش عملية السلام في الشرق الأوسط وذلك بهدف «تحقيق الطموحات المشروعة للفلسطينيين» و«ضمان مصالح حلفاء واشنطن في المنطقة».

أيضا قالت إنها تعي بأن أميركا لا تستطيع القيام بالمهمات الدولية لوحدها، وإنها بحاجة إلى مساندة الأطراف المتعددة، وإنها تؤمن أيضا بأن الآخرين لا يستطيعون العمل من دون أميركا، وبالتالي فإنها ستعتمد مبدأ «الاعتماد المتبادل» مع الأطراف الأخرى، وذلك من خلال المزاوجة بين «المبدأ والبراغماتية».

هذا الكلام جميل، لكننا لا يمكن أن نغفل حقيقة أن ما طرح على الأساس القديم الذي يؤمن بتصفية كل قوى الممانعة في الشرق الأوسط، والحرب على غزة قد تفسح المجال لمثل هذا الكلام المخلوط بالمفاهيم الجديدة بالقديم أي (ربما) يتم توقيتها قبيل تسلم إدارة أوباما مهماتها في بضعة أيام قليلة.

فاستخدام القوة الذكية يفرض على الإدارة الأميركية منع حليفتها في المنطقة «إسرائيل» من ذبح الفلسطينيين في غزة، على اعتبار أن الإدارة المقبلة لها نفوذ قبل أن تتسلم مهماتها، ولو أنها أبدت امتعاضها من ممارسات الجيش الإسرائيلي لكانت قد دشنت استخدام قوتها الذكية في وقتها المناسب لحفظ أرواح المدنيين الذين أغلقت كلٌ من «إسرائيل» ومصر المنافذ عليهم بينما يتم ذبحهم على مرأى ومسمع العالم كله.

إن كل ما يحدث للغزاويين اليوم هو جريمة نكراء، والألم العربي ليس نابعا فقط من الولايات المتحدة و«إسرائيل» ولكن أيضا من مصر وحكومتها الحالية التي تثير احتقان الشعوب العربية من بعد سقوط نجمها في قضايا العرب المصيرية

إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"

العدد 2323 - الأربعاء 14 يناير 2009م الموافق 17 محرم 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً