العدد 2319 - السبت 10 يناير 2009م الموافق 13 محرم 1430هـ

أنت والدهم... فخذ بيدهم للجيش

غازي عبدالمحسن comments [at] alwasatnews.com

رئيس مركز شباب النعيم

عطفا على مقالي السابق المتعلق بالشباب وقضاياهم، آثرت هذه المرة أن أتوجه مباشرة لوالد الجميع جلالة الملك المفدى لأفتح حوارا مباشرا عبر باب جلالته الذي يتسع للجميع بفئاتهم وطوائفهم، وألوانهم وتياراتهم كافة، كوني قد اقتربت -ولا أدعي ذلك- من العائلة المالكة الكريمة بحكم عملي السابق بوزارة الإعلام وتعرفي على خيرة شباب هذه العائلة الكريمة من الجنسين أيام الدراسة الجامعية والعمل لاحقا، ومن هذا المنطلق يأتي مقالي هذا نابعا من ضمير شخص لم يقف يوما ليشتم رمزا من رموز البلاد ولم يقف يوما مع أية أجندة مشبوهة ضد شعبه أو ضد تراب وطنه.

أيها الوالد العزيز... شباب وطني يضيعون الآن وأقولها لك بكل صراحة، وإن قلت لي ما دليلك أقول إن أدلتي مقرونة بالأرقام فنظرة واحدة على أية موازنة للأندية والمراكز الشبابية المخصصة للأنشطة الفكرية والثقافية ستعرف يا جلالة الملك مضمون ما أقوله بكل بساطة.

فنحن لا نعرف ماذا نريد من الشباب! ولا نعرف ماذا تريد الدولة ولا المؤسسات الحكومية منهم! أقولها بكل صراحة لهذا ترانا يا جلالة الملك نتخبط ونقدم البرامج والخطط العشوائية للشباب دون دراسة للجدوى ودون معرفة باحتياجاتهم وأعمارهم وطموحاتهم ومستقبلهم.

والمصيبة الأكبر يا والدنا العزيز عندما تتصدى وزارة التربية والتعليم ووزارة الثقافة والإعلام لبث الروح الوطنية في نفوس الشباب ولا يجد هؤلاء الميدان الجاهز لتلقي هذه العقيدة المؤمنة بالبحرين وطنا وبالمليك قائدا وحاميا لترابه لأن أية جهة مشبوهة تحتضن هؤلاء الشباب ستعمل على أن يؤمن بها الشباب أولا وأخيرا، وهنا يأتي دور قواتنا المسلحة في وضع النقاط على الحروف حينما تتصدى للأخطار المحدقة ببلادنا ولا أقصد الأخطار الخارجية فقط بل الداخلية أيضا فأنا مؤمن بأن عقيدة جيشنا هي عقيدة بحرينية خالصة ومصنع للرجال تربى فيها أهلنا الأوائل ومازالوا على الإخلاص للوطن وللملك ولم يتسخوا بأدران الطائفية وأحقادها لأن من يدافع عن وطنه لا يدافع عن حبة تراب ويترك أخرى.

فالمؤسسة العسكرية قادرة على احتواء كثير من المشكلات التي تعصف بالبلاد، وخصوصا إذا وجدنا أن أكثر تلك المشكلات أبطالها من الشباب.

وأنا مؤمن بأن العقيدة العسكرية الصرفة ستكشف لشبابنا وتعرفهم بالأخطار المحدقة بهم وبأهلهم وبوطنهم وخاصة عندما يتربون على الولاء له.

من هنا فلا ضير من أن تبدأ مملكة البحرين في التفكير لاحقا أو من الآن في التجنيد العسكري الإلزامي للشباب البحريني ولنبتعد عن الأوهام التي تنشر هنا أو هناك عن فئة من فئات المجتمع لأن هذا الافتئات آن له أن ينتهي وإذا وجدت فئة أو مجموعة من الأشخاص يعملون ضد بلدهم فهناك القوانين الكفيلة بالتعامل معهم.

ولنتصور يا والدنا العزيز لو أن المجاميع الشبابية جندت لخدمة بلدها فكم من المشكلات ستتلاشى وأنت تعلم أن جيوش العالم أول من ينزل للميدان عند تعرض البلاد لأية كارثة أو مشكلة فإذا قلنا إن سكان البحرين وصلوا إلى أكثر من مليون نسمة وأن البحرينيين يشكلون 50 في المئة منهم أي أننا نتحدث عن أكثر من 500 ألف نسمة، يشكل الشباب منهم أكثر من 60 في المئة أي أن عددهم سيصل إلى أكثر من 300 ألف شاب وشابة فأية مشكلة ستظل دون حل عندما تواجهها هذه الأعداد من الشباب، بإشراف دقيق ومنظم من قبل المؤسسة العسكرية.

ولنستعرض يا جلالة الملك بعضا من المشكلات التي تواجهها البحرين:

- مشكلات البنية التحتية.

- التأخير في إنشاء الوحدات الإسكانية.

- مشكلة البطالة.

- مشكلة فراغ الشباب والصيف.

- ازدياد مشكلات العمالة الأجنبية.

- ازدياد الجرائم والسرقات نتيجة قلة أفراد الأمن.

- التجييش الطائفي نتيجة غياب الأجندة الوطنية.

- مشكلات النظافة في المحافظات.

- قلة التدريب الشبابي.

- التلوث البيئي... إلخ من المشكلات التي أساسها غياب العناصر الوطنية وارتفاع كلفة العمالة الأجنبية والأجندات الخارجية المشبوهة.

عندها سنجد أن احتياطي مملكة البحرين من الشباب سيضمن لها صمام أمان لو تعرضت لأية كارثة طبيعية أو غير طبيعية، فلو أن مؤسسة الجيش احتضنت هؤلاء الشباب ووفرت المناخ الوطني الملائم من خلال التدريب العسكري والانضباط الأخلاقي والسلوكي وبثت روح الانتماء والولاء فلن نجد مشكلة تعترض سبيل هذا الوطن إلا وخرت صاغرة أمام جهود وسواعد الـ300 ألف شاب وشابة.

كلمة أخيرة لصاحب الجلالة مليكنا المفدى حفظه الله لهذا البلد العظيم...

وأنا أكتب هذه الكلمات كنت متفائلا بأنني سأجد هذا المنظر ماثلا أمامي عاجلا أم آجلا، لذلك لم أسمه حلما لأن من يعرف تفكيرك يا صاحب الجلالة سيكون متيقنا من أنك وأنت تضع ملامح هذه المملكة على خريطة المستقبل لم تبتعد عنك هذه الرؤية لأنها من الأشياء التي بشرت بها في خطاباتك السامية التي تفضلت وقلت يوما فيها إن أجمل أيامنا التي لم تأت بعد، فالعقيدة التي بنيتها يا صاحب الجلالة في المؤسسة العسكرية هي الكفيلة بقيادة هذا الوطن إلى بر الأمان لمواجهة أي خطر خارجي أو داخلي، ومن هو الغبي الذي سيخاطر بمواجهة البحرين والسرايا الوطنية التي تحيط بحمد بن عيسى؟.

والله من وراء القصد.

إقرأ أيضا لـ "غازي عبدالمحسن"

العدد 2319 - السبت 10 يناير 2009م الموافق 13 محرم 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً