لم يسبق لي زيارة سلطنة عمان من قبل ولا أعرف عنها الكثير، ولكن مع ذلك لم أكن أتوقع أن تكون كما رأيتها بعيني قبل وصولي إلى أراضيها، إذ وجدت فيها شعبا طيبا يستحق الاحترام ورفع القبعات له بنفسيته الرائعة والتي وضعته محل إعجاب الخليجيين. ووجدنا فيه التعاون الكبير وخصوصا عندما يعلم أنك من البحرين يرحب بك اشد الترحيب وكأنك أنت جزء منهم وهو في الحقيقة كذلك، إلى درجة أن هناك أكثر من عماني في حديثنا معهم وبعد علمهم أننا بحرينيون تراهم يقدمون خدماتهم لنا، كما أن البعض اعطانا أرقامهم الهاتفية على أساس الاتصال بهم مقابل تسهيل كل مهمة نريدها.
التنظيم في عمان وخصوصا الطرق أكثر من رائع، إذ لم نر أي ازدحام في شوارع السلطنة على أساس أن مساراتها تمر على جسور علوية وبعيدة عن الإشارات الضوئية..
كلما مررنا على هذه الشوارع في ذهابنا إلى فندق كراون بلازا (مكان المركز الإعلامي الرئيسي) أو إلى الملاعب والمطار ومرونة المرور وسهولة السياقة والذوق الرفيع لدى السواق في عمان جعلني استعيد ذكرياتي وأنا في البحرين كلما أردت الذهاب إلى استاد المحرق بعراد لتغطية مباريات الدوري هناك والعذاب الكبير جراء الاختناقات المرورية التي تخلفها الإشارات الضوئية والذي يأخذ من وقتنا قرابة الساعة ان لم يزد على ذلك حتى نصل إلى ملعب استاد المحرق ونحن في قمة العصبية والتوتر.
ما شاهدناه في عمان فيه الروعة من التنظيم في كل شيء في الشوارع ونظافتها والحكمة في السياقة المتزنة من قبل أبناء السلطنة والتي تجعلك تقود السيارة بكل سهولة ومرونة بعيدة عن التهور الكبير في السرعة غير الواقعية ويحفظ الوقت كلما أردت أن تذهب إلى مكان ومن المؤكد لن تلغي مع ذلك أي موعد تريد تحقيقه لأن الخروج في مثل هذه الأمور متعة تجبرك على ترك المنزل.
أما في المركز الإعلامي والتعامل المباشر مع أبناء السلطنة أو مع المسئولين في اللجنة المنظمة والإعلامية ولا تجد حواجز تمنعك من الوصول إليهم لأخذ كل ما تريد والتعاون كبير مع كل الإعلاميين، وهذا ما يجعلك تعمل بأريحية كبيرة على رغم التعب والإرهاق طوال اليوم ولكن عندما تشاهد العماني أمامك تزول كل المعوقات والإرهاق والتعب.
هذه عمان الطيبة والجميلة كما شاهدتها خلال اليومين السابقين بدءا من أول يوم وصلنا فيه، ولن ننسى ذلك الضابط المدني في نوبته (أول الليل) على حدود عمان والإمارات يوم سهل أمورنا بابتسامة بثت فينا الطمأنينة ورفعت من معنوياتنا واختصر علينا الوقت من أجل سمعة عمان وأهلها. فلهم منا التحية بإكبار وإجلال على ما قدموه لنا من خدمات يعجز اللسان عن شكرها.
إقرأ أيضا لـ "هادي الموسوي"العدد 2311 - الجمعة 02 يناير 2009م الموافق 05 محرم 1430هـ