لا نزال غير بعيدين عن تقييم المسلسل الاجتماعي الكوميدي «فضة قلبها أبيض» الذي عرضته الكثير من القنوات منذ بداية شهر رمضان وحتى الآن، والذي تقوم فيه بدور البطولة الفنانة القديرة سعاد عبدالله، إلى جانب عدد من الممثلين المتميزين مثل هدى حسين، أسمهان توفيق، عبير الجندي خالد أمين ومرام.

هذا العمل الذي حصد كما كبيرا من الملاحظات ومنها انتقادات للدور الذي قدمته الفنانة سعاد عبدالله، والذي يصور امرأة في الخمسين من عمرها، تعرضت لإعاقة ذهنية توقف بسببها ذهنها عند عمر العشر سنوات، وبذلك فهي بالغة الطيبة والحنان، تتعامل مع الجميع بصدق ونية صافية، رغم كل ما يكيده لها المحيطون بها، وما يعاملونه بها من انتهازية واستغلال وطمع للحصول على ثروتها.

الجميع أخذ يقارن العمل الذي خرجت به أم طلال مع رفيقة مسيرتها الفنانة الكبيرة حياة الفهد في مسلسل الداية، معتبرين ما قدمته سعاد إجحافا في حق المسيرة الفنية الطويلة التي قضتها عبر الشاشة، ووصفه البعض بأنه لا يليق بسعاد مثل هذه الأدوار.

من جانبي أعتقد أن الدور الذي قدمته هو تحدٍ كبير جدا، وذلك نظرا لأنه دور مركب ومعقد بشكل كبير، لا يستطيع أي ممثل أن يتقمصه بمثل ما كانت سعاد قادرة على ذلك بحكم الخبرة وسنوات التمثيل الطويلة، التي جعلت منها تؤدي الدور بشكل حقيقي وواقعي جدا، رغم أن الحالة ذاتها أمر بعيد عنها، ولا يتعارف عليه الناس في واقعهم بشكل مباشر.

المسلسل لم يفتقر إلى جانب هذه الشخصية إلى باقي عناصر العمل الذي يجذب المشاهد لمتابعته، فهو من خلال باقي الشخصيات وضع الكثير من السلوكيات أمامه وسلط عليها الضوء، ما جعل العمل يخدم أكثر من قضية وسلوك عن طريق المعالجة الكوميدية التي تميز بها، وهو في مجمل ما يطرحه العمل كان يصب في مصلحة التقييم الإيجابي للمسلسل، الذي كتبت نصه الكاتبة هبة مشاري حمادة، وأخرجه تلفزيونيا غافل فاضل، اللذان صورا البراءة المطلقة وسط محيط مادي لا يرحم ولا يقدر الحالة الإنسانية