العدد 2308 - الثلثاء 30 ديسمبر 2008م الموافق 02 محرم 1430هـ

أمنية تركيع «حماس»

ريم خليفة Reem.khalifa [at] alwasatnews.com

كما نقلت وكالات الأنباء، فإن قادة دول مجلس التعاون الخليجي أقروا أمس في قمتهم بمسقط, اتفاقية الاتحاد النقدي والنظام الأساسي للمجلس النقدي الخليجي، لكنهم أغفلوا موضوع الدعوة إلى قمة عربية طارئة بشأن الوضع في غزة، تاركين الأمر لكل دولة خليجية تقرر لنفسها ما إذا كانت تود حضور القمة العربية الطارئة التي دعت إليها قطر للبحث في كيفية مواجهة المجازر الإسرائيلية في قطاع غزة.

ولربما أننا كصحافيين نختار أهدافا للقمة المقترحة غير الأهداف الفعلية، لأن العرب وصلوا إلى مرحلة العجز التام، ولا تأبه «إسرائيل» بهم، بدليل أن هناك بعض الدول ممن يتمنى أن تفلح «إسرائيل» في القضاء على روح المقاومة الفلسطينية وإلغاء أي متنفس لوجود حكومة عربية منتخبة ديمقراطيا وذات سيادة لها مماثلة لما هو معمول به في كل أنحاء العالم.

مصادر دبلوماسية كانت قد ذكرت للوكالة الفرنسية أن الموعد المقترح للقمة هو الجمعة المقبل، في الوقت الذي تتباين فيه المواقف العربية بشأن هذه القمة الطارئة وخصوصا أن مصر أعربت عن تحفظات قوية حيالها، كما أن السعودية قالت إنها لم تتخذ موقفا نهائيا من القمة بعد، وإنها ستنتظر نتائج اجتماع وزراء الخارجية العرب الطارئ اليوم (الأربعاء) في القاهرة الذي سيبحث في الدعوة لانعقاد هذه القمة.

وكما يبدو من قراءة المشهد السياسي الحالي فإن العرب بدأوا يفقدون قوتهم السياسية منذ سنوات عديدة، والجميع يعلم أن أية قوة سياسية للعرب تتطلب تحالفا يضم العواصم الرئيسية، كالقاهرة ودمشق والرياض، وهذه الدول الثلاث -بصورة مجتمعة- لها ثقل على المسرح الدولي. ولأن «إسرائيل» تعلم أن العواصم الرئيسية مختلفة فيما بينها بشأن المواضيع الكبرى، فإنها أعلنت أنها ستواصل مجازرها حتى النهاية التي تبتغيها، وهي القضاء على قوة «حماس» وإفقادها قدراتها لمقاومة الإرادة الإسرائيلية.

إن المشكلة الأخطر هي أن «إسرائيل» التي فشلت في تركيع المقاومة اللبنانية قبل سنتين، قد تفلح في تركيع المقاومة الفلسطينية، وبعد ذلك، فإن القمم العربية لا فائدة منها سواء انعقدت أم لم تنعقد... فالأنظمة العربية لا تأبه لا بغزة ولا بشعوبها, فكل ما يضر بمصالحها تتعامل معه بسلبية ولا تتفاعل معه لأنه ببساطة يهز من أركان دولتها التي يدعمها الغرب الانتهازي من أجل تيسير مصالحه في المنطقة لا أكثر

إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"

العدد 2308 - الثلثاء 30 ديسمبر 2008م الموافق 02 محرم 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً