دخلت ذات يوم مكتبة مختصة ببيع الكتب، لم أعتد دخولها مسبقا، وإنما دخلتها لشراء كتاب معين قيل لي إنه موجود فيها بسعر مناسب، وبينما أنا أتصفح الكتب للوصول إلى «غايتي»، وإذا بأحد الموظفين في تلك المكتبة يلصق ورقة بجانب الرفوف التي كنت أتصفح الكتب التي عليها، وقد كتب على تلك الورقة «عاجل وهام لزبائننا الكرام»، وبعدما انصرف الموظف توجهت إلى تلك الورقة لأقرأها فإذ بها تحمل هذه الجملة «لا تقرأ وترحل... مدة التصفح 10 دقائق فقط، وذلك لسلامة الكتاب»!... فتحت عيني، هل هذا عنوان لكتاب ما سينزل إلى الأسواق قريبا، أم انه كلام موجه لمرتادي المكتبة؟!
توجهت مباشرة بسؤالي إلى الموظف الذي لصق الورقة، فقلت له (وكان السؤال لغرض في نفس يعقوب): هل هذا عنوان كتاب جديد؟!، فابتسم (مستغبيا السؤال)، وقال: «لا، إنه كلام موجه للزبائن»، فحركت رأسي على أنني فهمت القصد من ذلك.
أخذت «غايتي» من تلك المكتبة والابتسامة تعلو وجهي، ثم أخذت أسأل نفسي: ألم يجد صاحب تلك المكتبة كلمات أفضل من تلك يوجهها إلى زبائنه، ثم ألا يعرف أن الناس قد يفهموا قصده بشكل خاطئ، فإن كانت نيته أن يحافظ على سلامة الكتاب - كما يدعي - فكان الأفضل أن يكتب: أرجو المحافظة على نظافة الكتاب، أو أن يمنع الأكل والشرب داخل المكتبة، حتى يحافظ بذلك على سلامة الكتب كما يأمل هو... أو فليستشر الناس في كتابة الإرشادات للزبائن، فالجملتان المكتوبتان على الورقة غير متناسقتين ولا تفهمان معا، فجملة «لا تقرأ وترحل» تعني أمرا واحدا لا محالة: أن الكتب الموجودة القصد منها الشراء وليس القراءة ومن ثم الرحيل، وهو بذلك قد يمنع التصفح. أما جملة «مدة التصفح 10 دقائق، وذلك لسلامة الكتاب»، فلا أعتقد أن التصفح قد ينقص من قيمة أي كتاب.
وعليه، أدعو صاحب تلك المكتبة إلى رفع تلك الورقة، لأنها قد تخيف الزبائن لدى دخولهم المكتبة وبالتالي ستقل نسبة الشراء
إقرأ أيضا لـ "ايمان عباس"العدد 2305 - السبت 27 ديسمبر 2008م الموافق 28 ذي الحجة 1429هـ