العدد 2305 - السبت 27 ديسمبر 2008م الموافق 28 ذي الحجة 1429هـ

هموم الناس في ظل إصلاح التربية

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

ما أن نفتح مواضيع اجتماعية بارزة على الساحة البحرينية، حتى نجد تجاوبا هائلا من شتى عناصر المجتمع وفئاته، ويكون السؤال الدائر بيننا في هذا النقاش الهاتفي الشيق هو: ما الحل يا أستاذة؟ لماذا لا أحد يتحرك من المسئولين، ويلقون الضوء دائما على وزارة التربية والتعليم باعتبارها هي الركيزة الأولى للتربية في البحرين، كجهة حكومية؟.

إن السبب وراء إظهار الناس هذه المبادرة سواء بالاتصال أو التعليقات في موقع الوسط الإلكتروني، ما هي إلا أول بوادر علاج المشكلات الاجتماعية والأسرية والنفسية، فالوعي المجتمعي بالمشكلة الاجتماعية ومعرفة أبعادها تؤدي إلى زيادة الإدراك بها، ومن ثم الاعتراف بوجودها وفي النهاية علاجها من خلال تكثيف الدراسات العلمية، وميادين التدريب وورش العمل، والبحث في تقليص حجم المشكلات الاجتماعية.

لقد كانت هموم الناس بسيطة في السابق، بسبب بساطة الحياة المعيشية، وبالتالي كانت المشكلات الاجتماعية تنمو بشكلها الصحيح في المجتمع البحريني، أما الآن ومع غزو العولمة والانفتاح الغوغائي على الكثير من الثقافات، أصبحت هناك ثورة في مجال المشكلات الاجتماعية، التي طبعا ستؤثر تأثيرها السلبي على الناشئة وعلى الأجيال القادمة إذا لم تُدرس بطريقة علمية وميدانية.

ولتقليل الهموم على المواطن، فإننا ننظر بنظرة ايجابية إلى تقليص المشكلات بشكل عام، سواء الاقتصادية والاجتماعية والاسرية، وذلك نحو تكاتف مؤسسات الدولة في إيجاد دراسات ميدانية حديثة لأصول المشكلات على حد سواء، وعلى رأسهم وزارة التربية والتعليم، فهي تخطو الخطى حاليّا لتعديل جوانب السلوك وإصلاح التعليم.

إن الوزير ماجد النعيمي يسعى حاليّا للتوجه إلى إصلاح التربية برؤية أكثر وضوحا من السابق، لتكمل العملية التعليمية ولتساعد الطالب في تلقي التربية الجيدة التي يتغذى منها في أثناء وجوده على مقاعد الدراسة، وما قام به النعيمي سيعد نقلة جميلة وجريئة في ميزان إصلاح التربية إذا تمت بالطريقة السليمة، ودون تدخل بعض الدخلاء ومسوغي الكلمات على ساحة الإصلاح التربوي.

فنحن لا نريد فرقعة إعلامية، ولا زيادة عدد الأقلام بدون فائدة، ولكننا نريد توجها صحيحا وسعيا حثيثا نحو إصلاح التربية، داخل معقلها الرئيسي وهو الأسرة، ومن ثم معقلها الثاني الأساسي وهو وزارة التربية والتعليم، فهذه الوزارة لكي تنجح في عملية الإصلاح، لابد لها أن تقوم بمسح ميداني ودراسات تطبيقية على المدرسين والمدرسات، لمعرفة المدرس الجيد من غيره، وتوظيف المدرس الجيد ليدرب السيئ والضعيف، والاستفادة من الطاقات البشرية الموجودة داخل خلايا الوزارة.

أما الفئة الأخرى من الهيئة التعليمية والتي تعتبر حجر عثرة في ميدان التربية والتعليم، فإنهم يحتاجون إلى إعادة بناء من خلال ورش العمل الكافية واللازمة، ومن خلال الدورات التدريبية المقنعة والمفيدة، وليست ذات الشعارات التي لا تسمن ولا تغني من جوع، فهذه الفئة التي امتهنت التعليم ولم تمارسه بالطريقة المثلى هي أولى إسقاط نجاح الإصلاح التربوي.

فأجيالنا يتأثرون جدا بالمدرس قبل المسئول وقبل الأب والأم في بعض الاحيان، وعليه فإن أهمية تمييز المعلمين إلى فئات، وإدراجهم إلى إصلاح تربوي قبل إصلاح التربية نفسها، سيساعد في نجاح المشروع الجديد لوزارة التربية والتعليم في إصلاح التربية.

ونعتقد بأن دخول بعض قيادات المجتمع في مشروع يطلق عليه «مبدعون في وطني» مثلا، يؤدي إلى تأثُر الطالب بالقائد الذي نفع البحرين وأعطى بلده الكثير، ويعتبر مثالا يقتدى به وفي بعض الأحيان يقلده الطلبة إلى فترة ما في حياتهم. وإننا إذ نساند وزارة التربية في تعزيز السلوك الطلابي المتميز وتقليص السلوك الخاطئ والمريض فيها، فإننا نتمنى منها كذلك أن تعمل فعليا وتسرع في عملية إصلاح التربية والتضافر مع مؤسسات الدولة، فالعبء لا يلقى عليها فقط، وإنما الإصلاح يأتي نتيجة مشاركة كل مؤسسات الدولة، وليس واحدة فقط

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 2305 - السبت 27 ديسمبر 2008م الموافق 28 ذي الحجة 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً