عرض مساء يوم أمس بمطعم «تياترو» الفيلم البحريني «مريمي» الذي أنتجته شركة «عمران ميديا»، من نص الكاتب الإماراتي محمد حسن أحمد، والذي أخرجه سينمائيا المخرج البحريني الشاب علي العلي، وسط حضور كبير من المهتمين بالشأن الثقافي والسينمائي، حيث كان الفيلم الذي طال انتظاره، والناس في لهفة لرؤية ما كان الجميع يتوجسون منه، أو يترقبونه إن كنا متعددي الخيارات.

نص الفيلم يحكي قصة الفتاة مريمي بدور أدته الفنانة فاطمة عبدالرحيم، التي فقدت زوجها، ووجدت في الرقص وسيلة لكسب رزقها الذي تستعين به على توفير قوتها وقوت ابنتها، فيما المجتمع حولها يضيق خانقا أنفاسها من هذا العمل، الذي يرى فيه الجميع عارا وسوء سمعة تلحق باسم هذه الفتاة.

وسط هذين التناقضين، ضغط المجتمع والحاجة، لم يكن لمريمي من ضوء سوى في حب الشاب عثمان، الذي أداه الفنان جمعان الرويعي، والذي يبرز دوره القبول الإنساني لحالة مريمي بعد أن أصبح الناس يلوكون سمعتها بين ألسنهم.

هذا الفيلم، كان مفترضا له في رأيي أن يكون أحد أقوى الأفلام القصيرة التي تنتجها البحرين خلال العام الجاري، إذ أتيحت له جميع الإمكانيات التقنية، إلى جانب النص المتميز والمخرجين المتمكنين من معالجة هذه الأدوار الحساسة، إلا أن المخرج في رأيي قد وضع نفسه أمام حد سكين كي يمشي عليه، وكما كان يتوقع، فحتى آخر اللحظات التي سبقت العرض الأول للفيلم قد كانت الأقلام والأنامل تكتب مستخدمة كل آليات التجريح والشتم والتهجم على عرض فيلم يصور قصة راقصة، حتى أتى الفيلم، والعلم عندالله كم حجم الاقتطاعات من جسده كي يكون قابلا للعرض دون أن يتعرض للمزيد من الهجمات.

القضية هنا هو أن العرض الواقعي عبر الشاشة لا بد أن يكون محفوفا بجو من الحرية التي تتيح طرح كل ما هو محيط بصورة شفافة وقادرة على المعالجة، لا أن تتوارى السينما أيضا خلف قضايا الناس، وتعرض ضمن إطار الحرية الضيق الذي يجعل منها حصرا على الرمزيات والمشاهد المتوارية خلف آلة التصوير فيما يعكس الصوت حقيقة ما يجري