العدد 2292 - الأحد 14 ديسمبر 2008م الموافق 15 ذي الحجة 1429هـ

أمنيات العام الجديد

زينب التاجر comments [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

أسابيع معدودة تلك التي تفصلنا عن مطلع عام جديد، قد يطل علينا بهموم جديدة ويحمل همومه العام القديم وحتى ذلك الحين لن يكون بوسع إمنياتنا سوى التحليق من مخيلتنا لفوق رؤوس صنّاع القرار والمعنيين، أمنيات ستعنون بكل عام ووطننا بخير وتذيل بكل عام ووطننا بخير وبين هذا وذاك لن تبعد أمنياتنا عن أن يشفي الله وطننا من ما ابتلاه من سرطان الطائفية الذي يفتك بجسده يوما بعد يوم ويشفيه من زهايمر المسئولين وصنّاع القرار ويشفيه من حمّى الغلاء ووباء الفقر ويشفيه من سموم الحاقدين والمصطادين في الماء العكر والكارهين لوحدة الدين والصف والمجتمع. أمنيات تدعو بأن يرحم الله وطننا من المتسلقين والمتملقين والصاعدين على أكتاف الوطن والحاملين سيوفا مصقولة بدماء الفقراء وأن يشفينا الله من نواب البالونات والفقاعات.

مع بداية العد التنازلي لبدء عام جديد لا يسع امرأة البحرين بعد أن أمست ربة منزل، طالبة، معلمة، موظفة، نائبة ووزيرة إلا أن تتمنى أن يعيد الله عليها يومها يوم المرأة البحرينية الثاني بكل خير وتحرك مياه قانون الجنسية الراكدة ويذوب الثلج عن قانون الأحوال الشخصية ويكشف اللثام عن حقوق المرأة المسلوبة مطلقة كانت أم مهجورة.

أمنيات بأن تستنشق المعامير ونويدرات وسترة هواء نظيفا وأن يسدل الستار أخيرا على ملف خليج توبلي وألا نشهد بين الحين والآخر سقوط شباب في عمر الزهور تليّفت رئاتهم بالقرب من ضحايا مرضى السكلر.

وبالقرب من حلول عامنا الجديد، آمالنا كبيرة بأن يتحقق وعد ملكنا بتخصيص بيت لكل مواطن وتوجيهات ولي العهد بالاستثمار في المواطن وتأكيدات رئيس الوزراء بأولوية المواطن والوطن وتنجح مشاريع إصلاح التعليم بشراكة رسمية مجتمعية وأهلية.

آمالنا كبيرة بأن يتحقق المشروع الحلم وتنتهي أزمة القرى الأربع ويحق الحق في دوارات مدينة حمد ويضرب كل مغتصب للطفولة في الرفاع ومدينة عيسى بيد من حديد وأن تحلحل آلاف الطلبات في مشروع الآيلة للسقوط وتبتعد المجالس البلدية عن دائرة التهميش وتفعَّل تصريحات أعلى سلطة في مملكتنا (جلالة الملك) باعتبارها مجالس للحكم الشعبي المحلي.

أمنياتنا بأن تَشِيع ثقافة الأكفأ والأفضل لتمثيل الشعب في قبة البرلمان والمجالس البلدية وأن يعي شعبنا بأن صناديق الاقتراع ستفتح له سبيلا للخلاص من همومه فيما لو اختار الأكفأ، أمنياتنا بأن تهدأ أصوات تسكت دهرا وتنطق كفرا بين أروقة البرلمان وأصوات تسيس كل شاردة وواردة وأصوات تعلو منادية بالطائفية ومطالبة بالتمييز وتدوس على أوجاع الماضي وترش الملح على جراحه.

آمالنا كبيرة بأن تكف يد الناهبين عن سواحلنا وأراضينا وجزرنا، وأن يمر عيدنا الوطني بسلام وألا تقتل فرحتنا في كل عيد وكل رمضان وألا نصاب بالحسرة مع إعلان زيادة للرواتب لأشقائنا في الدول المجاورة ونرى مجانية خدمات الكهرباء والماء, أمنياتنا كبيرة بيد أنها ليست أكبر من وطننا، أمنيات أن تعود أرضنا لنا، مساكننا ووظائفنا، أن يعود وطننا لنا

إقرأ أيضا لـ "زينب التاجر"

العدد 2292 - الأحد 14 ديسمبر 2008م الموافق 15 ذي الحجة 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً