ونحن نحتفل هذا الشهر بيوم المرأة البحرينية تحديدا، حيث اهتمام الدولة وعلى أعلى مستوياتها ممثلة بجلالة الملك وحرم جلالته بالتركيز على دور المرأة البحرينية بالمجتمع البحريني ومشاركتها أخاها الرجل بجميع الميادين المختلفة، حيث برزت المرأة البحرينية بشتى المجالات وخاصة القيادية منها، ولعل النظرة الثاقبة والحنكة السياسية التي يتمتع بها العاهل المفدى باختياره للسيدة هدى نونو سفيرا لمملكة البحرين بالعاصمة الأميركية دليلا كبيرا على ثقة جلالته لدور المرأة بالعمل الدبلوماسي، بالإضافة إلى تعيين أعضاء بالحكومة من النساء وأخيرا وليس آخرا تعيين وزيرة للثقافة والإعلام إيمانا من القيادة السياسية بحظي المرأة البحرينية على موضع ثقة لا تقل عن أخيها الرجل بالمواقع السياسية والقيادية، ولعل اختيار الشيخة مي بنت محمد آل خليفة لمنصب وزيرا للثقافة والإعلام اختيار موفق وحكيم ويرجع ذلك للشخصية القيادية التي تتمتع بها الشيخة مي، بالإضافة لاهتمامها البالغ بالثقافة وتاريخ البحرين تحديدا واعتمادها مفهوما جديدا بالثقافة وهو نحو شراكة القطاع الخاص بالثقافة الوطنية تحديدا وآخرها مشروع متحف قلعة البحرين الرائع.
من هذا المنطلق نحن نثق بلا شك بقدرة الوزيرة على تطوير مفهوم الثقافة بمجتمعنا وحسب تقاليدنا وعدم الخروج عن ثوابتنا الإسلامية ومن خلال الاهتمام بالتاريخ الوطني المشرف للبحرين وإبرازه للخارج وحفظ الآثار المكتشفة وإبرازها وترسيخ وتقوية مفهوم شراكة القطاع الخاص بالثقافة وتحديدا الوطنية، بالإضافة إلى هذا نتمنى من الوزيرة الاهتمام ورمي ثقلها وخبرتها المحنكة بتطوير قطاع الإعلام المرئي المنسي تحديدا (التلفزيون)، لكي يتماشى مع مفهوم المشروع الإصلاحي والعهد الجديد بالبحرين الذي أتى مع عهد وفكر جلالة ملك البلاد المفدى، ونحن نرى بعض الهفوات هنا وهناك بالشاشة الصغيرة (التلفزيون)، ومن هذا المنطلق نتمنى التركيز على الكوادر الوطنية وضرورة إبرازها وبث دماء جديدة من جيل الشباب بقطاع الإعلام المرئي، والتركيز على الشكل الفني لصورة القنوات التلفزيونية الفضائية البحرينية والتطوير الدائم للاستوديوهات مع تزويدها بأحدث الوسائل التكنولوجية بمجال الإعلام والاتصالات الفضائية وجعل هيئة الإذاعة والتلفزيون تعتمد على نهجها الحكومي ولكن، بمنظور خاص كحال بعض القنوات الخليجية الرائدة وقناة أبوظبي خير دليل على ذلك دون الاعتماد الكلي على موازنة الوزارة، إلى جانب تقديم برامج هادفة تحاكي الواقع البحريني سياسيا كان أم اجتماعيا، والاهتمام بالدراما المحلية والتراثية وحفظ البيئة الاجتماعية البحرينية وترجمتها دراميا وخصوصا من خلال إحياء القرية التراثية التلفزيونية والإنتاج المباشر من قبل هيئة الإذاعة والتلفزيون.
من هنا تجدر بنا الإشارة إلى الاختيار الموفق للقيادة الرشيدة باختيار الشخص المناسب لإدارة وزارة الثقافة والإعلام، وخصوصا الوزيرة بنت هذا المجال وتعلم مدى احتياجاته وسبل تطويره ونتمنى التوفيق لها بعملها وتكملة مشوار ما بدأت به سابقا والاهتمام بتطوير جميع القطاعات التي من شأنها رفع صورة البحرين عاليا
إقرأ أيضا لـ "هشام عبدالله الغتم"العدد 2288 - الأربعاء 10 ديسمبر 2008م الموافق 11 ذي الحجة 1429هـ