العدد 2285 - الأحد 07 ديسمبر 2008م الموافق 08 ذي الحجة 1429هـ

ألعاب القوى والتجنيس الفاشل

هادي الموسوي hadi.ebrahim [at] alwasatnews.com

رياضة

لم يتوقف الاتحاد البحريني لألعاب القوى (أم الألعاب) عن إبعاد أبناء الوطن من نيل شرف تمثيل المملكة في المحافل الخارجية. وعمل على تجاهل كل المطالب التي تدعوه بأن يضع خطة عمل بعيدة المدى في خلق قاعدة قوية ومتينة من الصغار حتى وصولهم إلى الفريق الأول الكبير لكي تتواصل الانجازات وبشكل مستمر. ولكن هذا الاتحاد، وظنا منه بأن أبناء الوطن ليس لديهم القدرة على تحمل المسئولية وتحقيق مثل هذه الانجازات المختلفة، ذهب بكل ثقله إلى القارة السمراء لجلب اللاعبين لتمثيل المملكة بعد تجنيسهم ومنحهم الجواز الأحمر بشروط الامتيازات المالية التي يضعها اللاعب نفسه مع موافقة غريبة من اتحادنا في ألعاب القوى. أضف إلى ذلك بقاء هذا اللاعب في بلده للتدرب والإعداد من دون أن يشم هواء البحرين أو يأكل كما يأكل المواطن الأصلي، بل وتصرف عليه الأموال الطائلة لكي يعود من مستحقاته الخارجية ولو بميدالية يرفع بها اسم البحرين.

ولكن لدينا سؤال مشروع ويحتاج إلى إجابة بشفافية، هل ان هذا المجنس الذي أعطيت له الراية الحمراء ليحملها ويرفعها في تلك المحافل الخارجية أمين على ما حملناه من أمانة وطنية يحافظ عليها في كل الظروف مهما كانت صعوبتها، بالتمثيل المشرف أم ان الشرط المالي في المشاركات الخارجية هو الحكم في استمرارية هؤلاء المجنسين من عدمها بعيدة عن الحس الوطني الراسخ في نفوس أبناء هذا الوطن العزيز.

نحن في «الوسط الرياضي» نتحدى من يراهن على أفضلية المجنسين ومن يؤيد هذا التجنيس الظالم بأن يرضى المجنس بتمثيل بلدٍ غير بلده من دون امتيازات مالية وتسهيلات في التنقل من بلد إلى آخر، وهذا ما لا يحصل عليه لو كان في بلده وتسلم إليه أولا بأول.

والسؤال يطرح نفسه بنفسه، هل أن هذا المجنس لو تم التأخير في دفع مستحقاته المالية المشروطة مسبقا سيستمر في تمثيل وطنه البحرين بحسب قانون الجنسية وسيبقى ويجاهد في ميدانه من أجل رفعة اسم المملكة مهما تكن الظروف؟ هل هذا سيحدث؟ أم انه سيتوقف ولن يتحرك قيد أنملة وسيطالب بما تم الاتفاق عليه ولن يجامل على أقل التقادير بالمشاركة؟

الواقع المعاش يدل ومن خلال التجارب التي سجلها التاريخ هنا في البحرين على ان المجنس جاء للبحرين لكي يستفيد هو فقط ولا يهم ان أحرز انجازا للمملكة أم لا، ولا تضره الخسارة والإخفاقات مادام الشرط المالي متواصلا بحسب الاتفاق.

سنبتعد عن الكلمات وسندخل بالمثال الحي وسنذكر اتحاد التجنيس، عفوا اتحاد ألعاب القوى، ببعض الحوادث حدثت من قبل المجنسين الذين يمثلون البلد.

أليس أحد المجنسين ذهب إلى «إسرائيل» ليحمل علم المملكة هناك ويسيء لأهل هذه الأرض الطيبة ولكن رد الفعل كان مخيبا للآمال. وكأن الأمر لم يكن. ألم يصرح أحد المجنسين بعد فوزه بإحدى الميداليات بأن بلده الأصلي هو البلد المعتمد لديه ويفتخر أنه من ذلك البلد، في الوقت الذي يحمل فيه الجواز الأحمر الذي نقله من الفقر إلى الغنى بل أظهره إلى الانجازات، ولكن ما هي رد الفعل لدى اتحاد ألعاب القوى تجاه هذا المجنس الذي يثقل موازنة الاتحاد من دون أن يكون في البحرين أو يعرف قراها ولا مدنها ولا شوارعها ولم يشم هواءها ولم يشرب من مائها، وقد تكون زيارته فقط عند العودة ولقاء القيادة السياسية فقط لا غير. الحادثة الثالثة وهي قبل أيام قليلة ماضية عندما قرر أحد المجنسين ترك الجواز الأحمر لمجرد ان تأخرت عليه بعض مستحقاته المالية وفق الشروط المبرمة بين الطرفين، وهو لم يتحمل هذا التأخير، واظهر روحه الوطنية وغيرتها في التخلي عن الجواز والجنسية ضاربا بالاتفاق عرض الحائط.

أود أن اذكر أيضا اتحاد ألعاب القوى بما حدث في منتخبنا الوطني للكرة عندما تأخر صرف المستحقات المالية للنيجيريين جون وفتاي، عندها اختلقا المشكلات من دون أن تكون هناك قرارات رادعة.

هؤلاء هم المجنسون وما يقومون به تجاه الوطن... فلنعد قليلا لأبناء هذا الوطن في لعبة بناء الأجسام الذين حققوا الانجازات تلو الأخرى في ظروف صعبة قل نظيرها في العالم.

بطل العالم في وزن 70 كجم ليس لديه الوظيفة المناسبة التي تبقيه في بلده بدلا من الغربة، ومع ذلك تراه يتحدى الظروف خارج بلده من دون دعم مالي من أية جهة وطنية ويتدرب لكي يرفع علم البحرين بوطنيته المخلصة عاليا. وآخر حقق الفضية وهو عاطل عن العمل ومازال ينتظر الفرج، ودفع الثمن عمله ففصل من أجل تمثيل الوطن. وآخر حقق الانجازات الكبيرة في سنوات متلاحقة ولكن مازال يبحث عن المسكن له ولعائلته ومازال يفكر في تمثيل وطنه... في مثل هذه الظروف الصعبة أيستطيع ذلك المجنس أن يتحدى نفسه وظروفه ويمثل بلدنا من دون غيرة ولا إخلاص... أليس هذا أكبر مثال على فشل المجنسين عند جلبهم لتمثيل البلد!

بعد حادثة ترك الجواز البحريني من قبل المجنس الأخير والعودة إلى بلده لكي يمثلها في المحافل الخارجية بعدما حصد الخبرة في مشاركاته الخارجية باسم البحرين يعود بصلافته راميا الجنسية عرض الحائط وسط تفرج غريب من اتحادنا العزيز في ألعاب القوى! نقول بعد هذه الحادثة، على اتحاد ألعاب القوى أن يرتب أوراقه ويعمل على وضع خطة عمل مدروسة في إخراج المواهب البحرينية الوطنية الأصل من قرى المملكة ومدنها لكي نصل إلى النقطة التي تقودنا إلى الانجازات كما كانت لعبة بناء الأجسام.

ونحن متأكدون أن هناك المواهب التي لديها القدرة الكبيرة في الوصول إلى الهدف والغاية المنشودة من تحقيق الانجازات المتلاحقة بإذن الله. والبحرين ولادة بأبطالها المخلصين المحافظين على اسمها مهما تكن الظروف الصعبة.

فاتحاد ألعاب القوى هو الاتحاد الوحيد لا توجد فيه الكفاءات البحرينية من أبناء الوطن الأصليين، وبالتالي لزاما علينا مناشدته بفتح صفحة جديدة مع أبناء الوطن لتحقيق الانجازات، وإلا كانت النتيجة الانهيار الكبير وعندها لا ينفع الأسف ولا الحسرة

إقرأ أيضا لـ "هادي الموسوي"

العدد 2285 - الأحد 07 ديسمبر 2008م الموافق 08 ذي الحجة 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً