مع مرور السنين تظل بقايا من الماضي عالقة في ذاكرتنا عن طفولة بعيدة وأيام نتذكر خطوطها العريضة فقط، لست أذكر اليوم من تلك اللحظات سوى «بيك آب» عمي الأبيض اللون والمكتظ بأطفال العائلة والجيران والأصدقاء بملابس العيد متوجهين إلى ساحل «قريتنا» أو ما تبقى اليوم من ذلك الساحل لنرمي «نبته صغيرة» عكفنا على زراعتها طوال أسبوع ومعظمنا إن لم نكن جميعنا لا نعي ما نفعل ولمَ نفعل ذلك لدرجة أن البعض يرميها ويعود ليلتقطها مجددا.
واليوم لم ننقل لأطفالنا ما تبقى من مخيلتنا عن تلك الأيام لدرجة بتنا نشتري «الحيه بيه» أو «الضحية» من المحلات ونأخذهم في سيارة مكيفة ومن خلف نافذتها نوجههم لإلقائها على مقربة من الساحل لماذا وكيف لا نعلم ولا يعلم أبناؤنا.
اللافت في الأمر هو ما تعكف على إعادة إحيائه بعض المحافظات والجمعيات والمؤسسات من خلال نبش ذكريات الماضي واستعادة لحظات نظيفة بعيدة عن التكلف وقريبة لساحل وإن كان يحتضر.
لحظات من شأنها أن تثري مخيلتنا قبل مخيلة أبنائنا، نحتاج إليها نحن في خضم قضايانا الشائكة والمتسارعة كنسيم بحر يلفح وجوها عابسة أثقلتها الهموم، فكل عيد وتراثنا بخير
العدد 2285 - الأحد 07 ديسمبر 2008م الموافق 08 ذي الحجة 1429هـ