العدد 2285 - الأحد 07 ديسمبر 2008م الموافق 08 ذي الحجة 1429هـ

مؤشرات أمل في الشرق الأوسط

Common Ground comments [at] alwasatnews.com

خدمة Common Ground الإخبارية

هناك أخبار حسنة وسيئة على حد سواء فيما يتعلق بوجهات النظر بشأن السلام في الشرق الأوسط. يشير استطلاع للرأي العام أصدرته مؤسسة غالوب الأسبوع الماضي إلى أن 63 في المئة من الإسرائيليين و66 في المئة من الفلسطينيين ما زالوا يدعمون عملية السلام. إلا أن 29 في المئة فقط من الإسرائيليين و18 في المئة فقط من الفلسطينيين المستَطلَعين يعتقدون أن السلام الدائم يمكن تحقيقه.

يريد كلٌ من الطرفين السلام إلا أنهما غير متشجعين، بينما يوفر انتخاب باراك أوباما رئيسا للولايات المتحدة الأمل بصنع السلام في الشرق الأوسط.

يجد معظم العرب أوباما أكثر صدقية واتزانا من جورج دبليو بوش، الرئيس الذي انتهت مدة رئاسته وإدارته. ورغم أن الإسرائيليين كانوا قلقين في البداية تجاه أوباما، إلا أنهم تشجعوا نتيجة لتصريحاته العديدة التي قدمت الدعم لـ «إسرائيل»، وكذلك نتيجة لتعيينه هيلاري كلينتون، المعروفة بدعمها الدائم لـ «إسرائيل» في المنصب الدبلوماسي الرئيس.

يمكن للرئيس القادم للولايات المتحدة أن يعيد ثقة الطرفين باحتمالات السلام الإقليمي إذا تمكن من تحقيق وعود حملته الانتخابية بوضع الشرق الأوسط في أعلى أجندة السياسة الخارجية.

كما أن هناك المزيد من مؤشرات الأمل بالنسبة إلى النزاع العربي الإسرائيلي.

يعكف الزعماء الإسرائيليون اليوم على بحث مبادرة السلام السعودية للعام 2002، والتي تنادي بإنهاء احتلال الأراضي العربية ومعاملة جيدة لللاجئين وتطبيع للعلاقات بين «إسرائيل» و22 دولة عربية. كما أن هناك اتفاقا الآن بين رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت ووزيرة الخارجية تسيبي ليفني ووزير الدفاع إيهود باراك ورئيس الدولة شمعون بيريز على أن الانسحاب من الأراضي العربية يجعل من السلام في المنطقة أمرا ممكنا ويجعل أمن دولة «إسرائيل» على المدى البعيد قابلا للتحقيق.

كما تشكل إعادة مرتفعات الجولان إلى سوريا خيارا آخرا مقابل السلام. وكانت المفاوضات المتقطعة مع سوريا، بترتيب من تركيا، قد بدأت السنة الماضية، إلا أنها تباطأت بينما تقوم «إسرائيل» بالإعداد لانتخابات مبكرة في فبراير/ شباط ومع انتقال أوباما وإدارته إلى البيت الأبيض.

تنتهي بحلول الثامن من يناير/ كانون الثاني المقبل فترة الرئيس الفلسطيني محمود عباس الرئاسية، بينما يبقى النزاع الأخوي في القيادة الفلسطينية واقعا مكلفا جنونيا رغم محادثات توسطت فيها مصر جرت مؤخرا بين الطرفين. وعلى رغم أن الواقع على الأرض يشكل تحديا، يقترح استطلاع غالوب الذي أجري مؤخرا أن الرئيس الأميركي المقبل قد يحوز على احترام الشعب الفلسطيني إذا اختار أن يلعب دورا في تشجيع حماس، التي تملك زمام السلطة في غزة، وفتح التي تحكم الضفة الغربية، على العودة إلى التلاحم من أجل السلام.

يمكن رؤية التقدم في لبنان كذلك، حيث يقوم حزب الله بالتفاوض على وضع مليشياته مع الحكومة، وتوجد في لبنان حكومة جديدة لدى حزب الله تمثيل فيها. وبينما يعمل لبنان على تقوية دفاعه الوطني، وإذا خفَّت حدة التوتر مع «إسرائيل»، فقد تنخرط ميليشيا حزب الله في الجيش الوطني.

كذلك تحسنت العلاقات اللبنانية مع سوريا، حيث تستعد الدولتان لتبادل السفراء للمرة الأولى منذ استقلال لبنان العام 1943.

وهناك المزيد من مؤشرات الأمل تصدر من المنطقة...

هنأ الرئيس محمود أحمدي نجاد أوباما بعد الانتخابات الأميركية، مُظهِرا رغبة بفتح صفحة جديدة من الحوار مع الولايات المتحدة. هذا التقارب مفيد للاستقرار داخل المنطقة، حيث تبقى إيران لاعبا إقليميا مهما يؤثر على الاستقرار في العراق وعلى المقاومة الفلسطينية والسلام السياسي في لبنان.

إلا أن هذه الخطوات الناشئة باتجاه السلام، بغض النظر عما إذا كانت في «إسرائيل» أو فلسطين أو سوريا أو لبنان أو إيران، هشة ويمكن عكس اتجاهها، ويجب دعمها من قبل الإدارة الأميركية الجديدة إذا أُريد للسلام أن يسود.

قد تتسبب سياسة الولايات المتحدة المستمرة «بعدم الحديث مع العدو» في إيران بتقوية القوى المحافظة المتطرفة في الانتخابات الرئاسية في يونيو/ حزيران المقبل. وطالما استمرت عملية عزل إيران فسوف يصعب على المستفيدين منها، مثل حزب الله وحماس، أن يصبحا شركاء كاملين في السلام.

يستطيع أوباما في خطابه ترسيمه في 20 يناير أن يربط وعد السلام مع الازدهار في الشرق الأوسط والأمن الوطني في أميركا. كما أنه يستطيع تعيين مبعوث سلام معتدل يتمتع بشعبية، وأن يعبر عن طموحات بإيجاد دولة فلسطينية أثناء فترته الرئاسية الأولى. يستطيع كذلك أن يُطمئن الإسرائيليين والفلسطينيين بدعمه المتواصل، وأن يشير إلى رغبته القوية بإعادة إشراك أوروبا في العملية السلمية وتطوير ترتيبات أمنية عالمية.

بوجود سياسة خارجية متعددة الوجوه والمجالات وباستخدام لطيف للسلطة، قد يملك أوباما الآن الفرصة لتيسير حصول «إسرائيل» على الأمن والاستقلال للفلسطينيين وزعامة ذات صدقية للولايات المتحدة لهذه العملية. لقد حان وقت التحرك قدما. توفر شعبية أوباما محليا وكم كبير من الدعم العالمي للرئيس الجديد رأس مال أخلاقي وسياسي لم يسبق لهما مثيل للعمل باتجاه السلام في الشرق الأوسط.

* معلق أميركي عربي والأمين العام السابق للشرق الأوسط لاتحاد الكنائس العالمي ومركزه جنيف، والمقال ينشر بالتعاون مع «كومن غراوند

إقرأ أيضا لـ "Common Ground"

العدد 2285 - الأحد 07 ديسمبر 2008م الموافق 08 ذي الحجة 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً