من المتعارف عليه أن لكل دولة ما يميزها عن غيرها من الدول الأخرى، سواء من ناحية العادات والتقاليد أو الأماكن السياحية أو التراثية أو حتى السمات التي يتميز بها الشعب، والبحرين تتميز عن غيرها بأمور كثيرة، ولكي تعلم أنك في البحرين لابد أن تتعرف على هذه الأمور، فلو رأيت شعبا مسالما طيبا يحب الخير للجميع فاعلم أن ذلك الشعب هو شعب البحرين، ولو رأيت أن هذا الشعب لديه أزمة إسكانية بينما توزع الأراضي على المتنفذين، ولو رأيت أن البحريني عاطل بينما يزداد عدد العمال والموظفين الأجانب بشكل لا علاقة له بالنسبة أو التناسب فاعلم أنك في البحرين.
عندما ترى بيوتا جميلة وفللا فاخرة يسكنها متنفذون أو أجانب تحيط ببيوت لا تصلح للسكن يقطنها مواطنون، فاعلم أنك بدون أي شك في البحرين.
ولو التفت يوما إلى مجموعة لا يتعدى عددها الخمسة أو العشرة أشخاص بينهم أطفال ونساء يطلق عليهم عشرات طلقات المطاط والغاز المسيل للدموع لأنهم تجمعوا من دون ترخيص، ولو تحولت مسيرة الـ 40 ألفا إلى 4 آلاف في بيانات الجهات الرسمية فاعلم أنك لن تكون إلا في البحرين.
لو رأيت آثارا تفتخر بها جميع شعوب العالم تُدمَّر، وبيئة للمخزون الغذائي لا يُكترَث لأمرها، إذ تُدفَن وتصب فيها مياه الصرف الصحي وتُملك أراضيها إلى متنفدين، وتتحول السواحل والأراضي بين ليلة وضحاها من أملاك عامة إلى أملاك خاصة بينما لا يحصل المواطن على أرض يبني له منزلا عليها، فلا ريب أنك في البحرين.
عندما ينام الشعب ومجموع السكان يُعد بنحو 700 ألف نسمة، ويستيقظ صباحا وقد فاق التعداد المليون، وتتحول الزيادة السكانية من 2.5 في المئة سنويا إلى 11 في المئة تقريبا، وتعلن الحكومة أن عدد من مُنحوا الجنسية 7 آلاف ونيف فقط، فعليك أن تعرف أنك في مملكة البحرين.
عندما يكون قسم الطوارئ في المجمع الطبي المركزي الوحيد في البلد كما الشارع من الازدحام والضغط الكبير عليه، ويخرج مسئولو وزارة الصحة ليقولوا إن الوضع طيب وإن الموازنة المخصصة للوزارة جيدة على رغم أنها لا تكفي لتلبية سوى 30 في المئة من المشروعات الصحية، فلا تبحث لأنك في البحرين.
يبدو أن بلد المليون نخلة تحولت إلى بلد العجائب، وكل ذلك بين ليلة وضحاها، فليس عليك أن تسأل كيف تحوّل عددنا من 700 ألف إلى أكثر من مليون، لأن الأمر طبيعي في مملكة العجائب
إقرأ أيضا لـ "مالك عبدالله"العدد 2283 - الجمعة 05 ديسمبر 2008م الموافق 06 ذي الحجة 1429هـ