العدد 2281 - الأربعاء 03 ديسمبر 2008م الموافق 04 ذي الحجة 1429هـ

صحافة للإيجار

عباس العالي Abbas.Al-Aali [at] alwasatnews.com

رياضة

هناك فروق شاسعة وهوة كبيرة جدا بين مفهوم العمل الصحافي، وبين المحرر في صحيفة يمتلك مهارات القلم وأسلوب النقد والبحث في القضايا الرياضية المعطلة أو الملتوية بهدف إصلاحها، وبين موظف في العلاقات العامة يوظف فنون أسلحته للدعاية والإعلان عن موضوع ما. ولكن المحرر وكاتب العلاقات العامة يتفقان في نشر الأخبار ولا يتفقان في الهدف والمضمون. وحينما سخر الكثير من رجال الصحافة أسلحتهم لموضوعات تطرح في إطار أسلوب العلاقات العامة لم يستفزنا هذا الأمر لأنه لم يضر بواقعنا الرياضي ولا يخل بمهنية العمل الصحافي، وقلنا في أنفسنا إنه قد يفيد في نشر الخبر وتوصيله إلى الصحف المحلية بسبب قصور في موظفي الاتحادات والأندية. لأنهم لا يملكون فن كتابة الخبر أو المقال أو ما يطلب مجلس الإدارة نشره في الصحافة المحلية.

ولكن ما يحز في النفس حقا، أن هناك صحافيين تشابهت عليهم البقر، وأصبحوا يخلطون بين مهنة المتاعب وبين عملهم كموظفين للعلاقات العامة، فأصبحوا يطبلون ويزمرون لأعضاء مجلس إدارة الاتحاد بسبب ومن دون سبب حتى وصل بهم الأمر الى أن يعين نفسه محاميا للرد بطرق ملتوية على ما تنشره الصحافة من نقد لسلبيات الاتحاد، مستغلا عمله أيما استغلال في الصحافة الرياضية وتوظيف ما وفرته له الملاحق الرياضية من إمكانات لا تتاح له وهو في وظيفة العلاقات العامة!

وخلال الأسابيع الماضية قرأنا في صحافتنا الرياضية الكثير من الموضوعات التي يتقزز منها رجال الصحافة، لأنها طرحت بطريقة نفاق واضح لا تقبله مهنة العمل الصحافي. كما أن البعض منها فيها الكثير من المعلومات المغلوطة، والأدهى من ذلك وأمر أنها مررت على الملاحق الرياضية لنشرها من دون وعي بمدى خطورتها على الواقع الرياضي... فهدف كاتبها الحصول على أجر ومكافأة مالية يسيل لها لعابه... فهل يعقل أن نزمر ونطبل إلى مجلس إدارة اتحاد لم يبدأ عمله بعد، وقبل أن ينتخب. وجاء خلفا لمجلس إدارة سابق أوصل اللعبة إلى العالمية وتسيد القارة الآسيوية ونظم بطولة عالمية في البحرين تعد من أفضل البطولات العالمية... وهل يعقل أن ننعت رئيس اتحاد كرة القدم على طريقة المطربة الراحلة أم كلثوم بأنه يمشي «ملكا»، في حين يعترف رئيس الاتحاد نفسه بصراحة متناهية بأن اتحاده في الدورة السابقة وقع في الكثير من الأخطاء مثل السماح للاعبين الذين يملكون جواز سفرة واحدة من اللعب كمواطنين، ثم استبدال قانون المجنسين بقانون «أتعس منه» وهو مشاركة اللاعب المقيم!

كما استغل البعض قلمه في «فش» غليله في كل رجل يعمل في المجال الرياضي لمجرد أن هذا الشخص لا يحبه أو لا يحصل على أخبار أنشطة ناديه أو اتحاده، ويتمادى في نقد بعض الأندية بصورة غير طبيعية لأنه لا يحب هذا النادي أو أعضاء إدارته!

وبسبب هذا الانحطاط والإسفاف من بعض الرجال المحسوبين على الصحافة الرياضية أو من يدورون في فلكها، وصلتنا قبل أيام رسالة غريبة عجيبة من أحد الاتحادات الرياضية التي تشرف على لعبة فردية، نضع حول نشاطها علامة استفهام كبيرة بسبب تجنيس اللاعبين الأفارقة، يطالب فيها - هذا الاتحاد - الملاحق الرياضية بتخصيص صفحة لاتحادهم، تنشر في يوم محدد مقابل دفع مبالغ مالية للصحافيين المتعاونين، كما طلبوا - في رسالتهم - أن يلتزم القسم الرياضي في الصحيفة بنشر الصفحة في الموعد المحدد من دون أي تعديل أو تغيير أو حذف في المادة المرسلة...!

السؤال بعد ذلك: هل الأقلام التي ستعمل في هذه الصفحة و«تلميع» رجالات الاتحاد وأنشطته ستكون قادرة على نقد الاتحاد والعمل بنزاهة وبمبدأ الشفافية والحرص على مصلحة الوطن واستغلال العمل في بلاط صاحبة الجلالة السلطة الخامسة بما يرضي الله والضمير ويسعى إلى الصالح الرياضي العام؟ وهل بمقدورها انتقاد التجنيس أو أية أخطاء يقع فيها هذا الاتحاد بعد ذلك؟

وحتى نكون صادقين مع أنفسنا ومع عملنا الصحافي في «الوسط الرياضي»، خاطبنا الاتحاد المعني في رسالة رسمية حتى لا نترك المجال لتحوير أفكارنا، ذكرنا فيها حرفيا «بأنه يسعدنا نشر أخبار اتحادكم كباقي أخبار الاتحادات الرياضية الأخرى في حدود المساحة المتاحة لنا؛ لأننا لا نستطيع أن نجزم بأننا سنعطي اتحادا معينا صفحة كاملة في حين نغفل الكم الهائل من الأخبار والحوارات والقضايا البعيدة عن أسلوب العلاقات العامة. وأشرنا في رسالتنا إلى رفضنا عمل محررينا مقابل مبالغ مالية في الاتحادات الرياضية لأنه أمر يتعارض مع مبدأ الحيادية أو الشفافية».

في حين ذكرنا حرفيا في البند الرابع من رسالتنا للاتحاد... «أشرتم في بند النشر والتوزيع إلى فقرة ذكرتم فيها يلتزم القسم الرياضي بالنشر في الموعد المحدد من دون تعديل أو تغيير أو حذف من المادة المرسلة» وهذا يعني أن الاتحاد يسعى إلى امتلاك صفحة خاصة به يوم الأربعاء من كل أسبوع، من دون تدخل القسم الرياضي في التحرير أو التنفيذ. وحتى يتحقق للاتحاد هذا الأمر الرجاء الاتصال بإدارة الإعلان والتسويق في الصحيفة. للاتفاق معهم بشأن استئجار صفحة أسبوعية، علما بأننا سنساعد الاتحاد في الحصول على السعر المناسب!.

أخيرا أقول لمثل هؤلاء الأشخاص المحسوبين علينا وعلى صحافتنا المحلية وعلى أقسامنا الرياضية... «هذه هي بلدكم، وهذه هي رياضتكم وهذه هي صحافتكم الرياضية. وكلهم أمانة في أعناقكم. فارحموهم، يرحمكم الله»

إقرأ أيضا لـ "عباس العالي"

العدد 2281 - الأربعاء 03 ديسمبر 2008م الموافق 04 ذي الحجة 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً