لست في مجال التعليق على تصريح الأمير الملكي سلطان بن فهد عقب مباراة المنتخب السعودي الأخيرة مع كوريا الجنوبية والذي وصف فيه الاتحاد الآسيوي لكرة القدم بالعنصري وبكلام لا أتذكره حرفيا إلا أن معناه أن الآسيوي يبيّت أمرا لكرة القدم السعودية. سمعت تصريح سلطان الرياضة السعودية وتساءلت، ما الذي تعرضت له كرة القدم السعودية؟! هل الذي تعرضت له يوازي ما تعرضت له كرة اليد البحرينية خلال العشر سنوات الماضية؟! هل حرم المنتخب السعودي عمدا من التأهل إلى نهائيات كأس العالم كما حرم منتخبنا عمدا من مونديال اليد؟! هل حرم الاتحاد السعودي من استضافة مختلف البطولات الآسيوية كما حرم الاتحاد البحريني لكرة اليد؟! هل حورب جهاز التحكيم في الاتحاد السعودي كما حورب هذا الجهاز في اتحادنا المحلي لكرة اليد؟!
فارق كبير بين الظلم الذي تحدث عنه الأمير سلطان والظلم الذي تتحدث عنه الصحافة المحلية واللاعبون والمسئولون في الاتحاد لما نلاقيه من الاتحاد الآسيوي الفاشل بامتياز. ففي البحرين جيل انتهى ولم يصل إلى كأس العالم في الوقت الذي فيه المتردية والنطيحة تسهل لهم مهمتهم للوصول! وفي المقابل فإن السعودية منذ مونديال 1994 حتى مونديال 2006 موجودة ولم تتخلف عن أية بطولة، لذلك فالفارق شاسع! في النهاية، ما أريد قوله في النهاية اننا في البحرين بحاجة إلى مسئول في الرياضة في مستوى الأمير سلطان يتحدث بشجاعة ضد الاتحاد الآسيوي لكرة اليد، وأن يقول ان كرتنا تتعرض للظلم، وهذا قمة العنصرية، وأننا لن نسكت على مزيد من التجاوزات! المواقف داخل الغرف المغلقة لا تنفع، والتلميع لأجل العلاقات الشخصية ستدفن لعبة كرة اليد تحت التراب!
المدرب... أخلاق قبل كل شيء
ليس المدرب الكفء الذي يحمل الشهادات والألقاب، بل المدرب الكفء ذو الخبرة الميدانية والكفاءة الأكاديمية والنباهة في قيادة فريقه أثناء المباراة، وقبل كل شيء الذي يربي بالأخلاق الفاضلة، وذلك من خلال تعامله مع لاعبيه أو الفريق المنافس أو حتى طاقم التحكيم والجماهير المحيطة به، هذا ما أفهمه وما أؤمن به من وجهة نظر شخصية خاصة جدا.
في الألعاب الجماعية كلعبة كرة اليد والسلة والطائرة تكون أطراف اللعبة قريبة من بعضها بعضا، لذلك فإن التعبيرات الحركية والكلام الذي يقال ينتقل بسهولة، لن أتحدث عن ألعاب غير لعبة كرة اليد، وسأدخل في الموضوع سريعا لأعبر عن استيائي من تصرفات بعض المدربين الذين أعتقد أنهم نسوا دورهم التربوي وأنهم لابد أن يكونوا قدوة في تعاملهم ليس مع الفريق المنافس ولا طاقم التحكيم بل مع لاعبيهم.
يقول المدرب «طلع... طلع الله روحك»، تصوروا أن هذا المدرب يوجه هذا الكلام اللامسئول وغير الحضاري لأحد لاعبيه، لماذا؟! لأن اللاعب وجد أن لاعب الفريق المنافس ملقى على الأرض مصابا، أليس من المفترض أن يكون المدرب أول المطالبين للاعب بضرورة الاطمئنان على سلامة اللاعب المنافس بغض النظر عن ظروف المباراة ونتيجتها؟! أليس من المفترض أن يصفق هذا المدرب إلى لاعبه على تصرفه الإسلامي (الرياضي)؟! ولكن من الذي يحاسب؟!
عموما، ليست هذه القصة الوحيدة المؤسفة التي شاهدتها بل القصص كثيرة وأكثرها في دوري الفئات السنية، تصوروا أن مدربا يقول للاعبه يا (ح...) أو يا (كـ...) أو يا غبي أمام الجميع، وتصورا أن أحدهم راح يضرب لاعبه أمام الجميع لأنه أضاع فرصة أو لم يدافع بشكل جيد، هل هذه الصفات الأساسية في المدرب؟! لا أعتقد ذلك؟!
في النهاية، الصراخ والشتائم لا تصنع اللاعب من جميع الجوانب سواء الفنية أو الأخلاقية، وكرامة اللاعب تحت كل الظروف يجب أن تكون مصانة، والأخلاق الإسلامية يجب أن تكون حاضرة، وإن كنت أتمنى أن تفرض عقوبات ولو رمزية على الألفاظ المرفوضة التي تصدر، قد يقول البعض ان الإداريين كذلك، أتفق معهم، ولكن الذي يحمل بطاقة التدريب مهني بالدرجة الأولى ولكن الإداري قد لا يكون كذلك
إقرأ أيضا لـ " محمد أمان"العدد 2275 - الخميس 27 نوفمبر 2008م الموافق 28 ذي القعدة 1429هـ