سعدنا حقيقة بالإنجاز الإماراتي الذي تحقق قبل أيام بالفوز ببطولة كأس آسيا للشباب لأوّل مرة، لما له من معان كثيرة تدق الآذان، ولاسيما أنه جاء من بلد أقرب ما يمكننا قوله بأنه يشابهنا وهو الأقرب لنا.
لم يكن الكثير بالتأكيد ممن هو بعيد عن خبايا الكرة الإماراتية، يتوقع هذا الإنجاز الآسيوي، نظرا لأننا في الدول العربية لا ثقة لدينا في لاعبينا، ما بالك في أشبالنا الذين تربوا على هذه البقعة، وبذلوا كلّ الغالي والنفيس من أجل الوصول إلى المنتخبات الوطنية وتشريف الوطن في المحافل الخارجية، وبالتالي تحقيق ما يسعد الجميع على أرض وطنه، وحقيقة نحن في البحرين، لم نكن نتوقع أنْ تفوز دولة خليجية ببطولة للفئات السنية على المستوى الآسيوي، فقط ذلك المدرّب الوطني الذي قاد المنتخب الإماراتي الذي كان واثقا في قدرة هؤلاء الصغار على صنع التاريخ، وفيما عدا ذلك لم يتوقع.
وما دمنا نتحدّث عن إنجاز شباب الإمارات، لنا أن نلقي نظرة مقتضبة على الفوارق الكبيرة التي تفصل منتخباتنا الوطنية للفئات عن تحقيق ولو إنجاز بسيط، وكم من سعادة أدخلها فريق المحرّق حين حقق بطولة كأس الاتحاد الآسيوي على جميع أطياف البحرين، وخصوصا أنه جاء بعد طول انتظار، لكن السؤال، لماذا يجب أنْ نعاني من أجل الفوز ولو على أقل التقادير ببطولة يُشارك فيها منتخبات أو أندية تقاربنا مستوى وإمكانات وقدرات ويمكننا منافستهم، كما هو الحاصل في بطولة كأس الخليج للأندية التي بقينا فقط لوحدنا لم نحققها، وبطولة المنتخبات إلى جانب عمان القريبة من تحقيقها على ما يبدو، والسبب بالتأكيد معروف وهو غياب الثقة المطلوبة من الأجهزة العليا المعنية بالرياضة البحرينية باللاعب البحريني، ومن ثم إيجاد الرعاية اللازمة لصقل هؤلاء اللاعبين وإدخالهم في مناسبات ودورات عديدة من أجل الظفر بلاعبين يمكن الاعتماد عليهم في المستقبل القريب.
في البحرين، كم من منتخب للفئات السنية واصل مسيرته منذ تشكيله الأوّل، أي في فئة الأشبال أو الناشئين حتى الوصول إلى المنتخب الأوّل، في البحرين هل توافرت البرامج والرعاية السليمة لجميع المنتخبات التي تشكّلت وأعطيت الأهمية، كلنا يعرف الإجابة، إذ أمسينا نصحو كل يوم على تشكيل منتخب جديد وبتشكيلة جديدة، وأصبحت منتخباتنا منتخبات مناسبات فقط، يتم تجميعها متى ما جاءتنا بطولة، وقبل أسابيع بسيطة كما هو الحال مع استعداداتنا لمسابقات الألعاب المصاحبة التي ستجرى بعد شهر من الآنَ في سلطنة عُمان.
وما دمنا نتحدّث عن منتخباتنا السنية، نحن اليوم على موعد مع لقاء مصيري للمنتخب الأوّل يحدد من خلاله بقاؤنا أو خروجنا من التصفيات المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم التي كنّا قريبين منها في تصفيات مونديال ألمانيا، غير أنّ الجميع يُدرك صعوبة المهمّة الملقاة على عاتق الأحمر، ولا سيما مع الإعداد الضعيف الذي تحصّل عليه المنتخب وسط تقلبات مدرّبه التشيكي ماتشالا الذي أصبح يفكّر وحده بصوت خافت، وبات تفكيره يقلق الجميع، وما مباراة السعودية الاستعدادية التي خسر فيها المنتخب برباعية نظيفة إلاّدليل واضح على التفكير الغريب الذي يفكّر به هذا المدرب الذي لم يقدم شيئا حتى الآنَ للمنتخب الذي أمسى يُعاني الكثير وسط البرمجة غير الصحيحة التي يضعها ويوافق عليها المسئولون عليه من خلال نوعية اللاعبين المستدعاة أو حتى طريقة الإعداد وقلّة المباريات الودية وقوّتها وغيرها من الأمور التي تكشف لنا ضعف الإدارة في بلدنا، لكن على الرغم من ذلك، نتمنى أنْ يسعد منتخبنا جماهيره ويحقق المفاجأة من أجل استعادة الأمل الضائع منذ ترينيداد وتوباغو.
خسارة كبيرة
نعم، خسارة كبيرة نقولها باستقالة عبدالرحمن بوعلي من رئاسة اتحاد كرة اليد، وإنْ لم أكن قريبا جدا منه، إذ قدم الكثير على أقل التقادير في الفترة الماضية لكرة اليد البحرينية جعلنا نطالبه قبيل اقتراب الانتخابات بمواصلة المشوار، إلا أنّ الأصوات النشاز التي تطالبه مرارا بالابتعاد أجبرتنا على خسارة أحد رؤساء الاتحادات الوطنية القلائل العاملين بجدٍ واجتهاد، والذي نتمنى عودته في القريب العاجل.
إقرأ أيضا لـ "معاذ المشاري"العدد 2266 - الثلثاء 18 نوفمبر 2008م الموافق 19 ذي القعدة 1429هـ