حينما يكون باب النجار مخلوعا، أو يهوي الطبيب ويكون بحاجة إلى طبيب فهي سنة من سنن الحياة، فالأشياء المتغيرة لا يمكن أن تحدها الأحكام وتطلق عليها الغرابة... الغرابة يمكن أن تطلق حين يكون الطبيب الذي تعول عليه الناس في علاجها عاجزا عن أداء مهمته، أو حين ينجر النجار خزانة لا تفتح أبوابها...

الجزء الأخير يمكن أن ينطبق حرفيا على حال بعض المدرسات والمدرسين الذين استوردوا أخيرا من البلدان العربية، ولن نذهب بعيدا فسنتحدث عن تجربة إحدى المدارس مع مدرسة لغة إنجليزية تم استيرادها من إحدى الدول العربية.

نحن لا نشكك في نظام التعليم لتلك الدولة العربية، ونعتقد، وربما نجزم بالقول إن الأخوة لديهم نظام من أفضل الأنظمة التعليمية في العالم بأسره وهذا ما يفسره وصولهم إلى مراتب متقدمة في العلم، ولكن ذلك لا ينفي وجود بعض الأشخاص الذين لم يكن أي نظام ليؤهلهم بالطريقة المناسبة.

دخلت المدرسة إلى الفصل الدراسي، وبدأت تتحدث باللغة العربية، وثم العربية والعربية، بل أنها استمرت بشرح المقرر باللغة العربية، ولم يكن ينقص الطلبة إلا أن تقوم المدرسة بإعراب الكلمات الإنجليزية... انتظرن طويلا، ومر أسبوع وآخر وشهر وشهران والوضع لم يتغير كثيرا، وحين سألنها عن سبب ذلك أجابت بكل بساطة: نحن في بلدنا ندرس الإنجليزي بالعربي!

صحيح أنك بحاجة إلى شيء من العربية في المدارس لشرح بعض مفردات ومفاهيم الإنجليزية، ولكن أن تحول الحصة إلى درس لغة عربية بالكامل فهو أمر لا يقبله الطالب الذي يبحث عن التفوق وتنمية قدراته في أي مجال! والأسوأ من ذلك، أن الطالبات وجدن أن مدرستهم (المستوردة)عاجزة عن فهم بعض المفردات، فلم تفرق مثلا بين الإقليم والديانة على رغم أن حرف اللام - بالإنجليزي طبعا - يجعل الأعمى يفرق بينهما. بل أنها عجزت عن إعطاء الطالبات الحروف الصحيحة لكثير من الكلمات، بل أنهن وجدن أن الجمل والعبارات التي يتعلمنها في الصف غير صحيحة حين راجعن المدرسات الأخريات في المنهج نفسه!

السؤال المطروح هو؛ على ماذا اعتمدت وزارة التربية والتعليم يا ترى لاختيار المدرسات والمدرسين المستوردين؟ وهل كانت هناك اختبارات في الوزارة لتقييم المستوى؟ أم أنها اعتمدت على المكاتب الخارجية التي يبدو أنها رشحت بعض المدرسين غيرالمؤهلين؟