الملكة السمعية هي صفة تطورت مع تطور الإنسان في الدول الغربية، حتى أصبح الفرد قادرا على تحليل الكلمة التي يسمعها، إلى جانب المرونة في تقبلها وإبداء الرد الذي لا يقلل من قيمة ما قيل، أو حتى رفضه كما يحدث بصفة مستمرة لدينا في مجتمعاتنا، التي طورت قدرات وملكات للصد والرد أو الهجوم حتى على من تسول له نفسه الاختلاف في الرأي، من دون بذل الجهد المطلوب للعيش كما يقول اليابانيون في حذاء من نصغي إليه.
العيش داخل هذا الحذاء، هو تصوير لأن يخرج الإنسان من المكان الذي هو فيه كمستمع، ليقف في مكان المتكلم، ويسعى أن يعيش تجربته الفكرية والعملية وتفاصيل حياته والرسالة التي يحاول أن يقدمها، حتى مع عجزه عن تحديد الأسلوب، إلا أن وضع نفسك في حذاء محادثك يتيح لك، حتى وإن كانت وسيلة إيصال الرسالة مشوشة، أن تدرك وتستعد لأن تقبل وتبادل الحوار بما يتناسب معه.
الخطوة الأولى لأن نتعلم فن الاستماع هو أن ندرك أهمية الصمت في مقابل محدثنا، أيا يكن موقعه من الحديث، فإن الصمت يتيح لنا أن نركز فيما يقوله والتمعن فيه، وهو أيضا قد يكون سببا في تجنب نطق ما لا يقبل، ولنا من العبر والكلمات المؤثرة في منافع الصمت حكمة الإمام علي بن أبي طالب (ع) حينما قال: «ليت لي رقبة كرقبة البعير»، وحين سئل عن سبب هذا القول قال: «كي لا تخرج كلماتي بسرعة وأستطيع أن أردها»
إقرأ أيضا لـ "علي نجيب"العدد 2266 - الثلثاء 18 نوفمبر 2008م الموافق 19 ذي القعدة 1429هـ