لا يختلف اثنان على أن وزارة الأشغال بمختلف إداراتها تعمل «جاهدة» على تطوير مختلف طرق البحرين وما حولها من مرافق خاصة، إلا أن سوء التخطيط يلاحقها في كل مكان، وبالذات في الطرق الرئيسية والمهمة في الدولة، فكل يوم نرى تحسينات جديدة في تلك الشوارع وذلك بسبب ظهور عيوب لم يخطط لها مسبقا ولم يحسب لها حسابا، وأقرب مثالا وأعتقد أن كثيرا منا يعانون منه، هو التحسينات والتطويرات التي شابت «دوار غاز البحرين» أو «دوار سلماباد» كما يطلق عليه كثيرون منا، فبعد أن تم استبدال الدوار بإشارة مرور، أصبحنا نعاني من مشكلات عديدة، من بينها أن الشوراع ورغم أنها جديدها إلا أن بها حفر تنزل بسيارتك في الأرض ثم تعود وترتفع بك في الهواء، وكأنك بهذه الحركة تقود طائرة وليس سيارة وتعرضت لمطبات هوائية. ثانيا: نحن نعرف أوقات الذروة والتي تكثر فيها الازدحامات، وهي ما نعاني منها جميعا، ولكن الازدحام بعد استبدال الدوار بالإشارة أصبح يشكل لنا أزمة كبيرة، بل نعتقد أنه زاد ازدحاما، مما يجعلك تفكر وتقول «رحم الله الدوار» كان أحسن!!.
لم أكتب هذه الأسطر لأنني أعاني منها يوما بعد يوم، وإنما طالبني كثيرون بالكتابة في هذا الموضوع... وإنما أنا أنقل لكم الوضع من منطلق «أسأل مجرب ولا تسأل طبيب»، إذ أن غالبية من يعانون من هذه المشكلة يعتقدون بأن الدوار كان أرحم وأرأف بحالهم، فالازدحام كان أقل، إذ يستمر لربع ساعة، ثم تبدأ الأمور بالسير على أحسن ما يرام، أما الآن فنحن نقف بالساعة والنصف لننتظر تحرك سياراتنا، فلو خرجت من عملك في الساعة الثالثة فلن تصل إلى بيتك إلا في الساعة السادسة والنصف، وكل التعطيل قد يصيبك في هذه النقطة (دوار سلماباد)، بل إن الإشارة بدل أن تستوقفك مرة أو مرتين أصبحت تستوقفنا من خمس إلى ست مرات.
أمر آخر قد تتضايق منه في السابق، كان هذا الشارع مقسما كالتالي: «يمين وسط ويسار»... يمين ووسط يأخذه من يريد التوجه لمدينة زايد، والرفاع وبوابة مدينة عيسى وسترة وسند، وغيرها من المناطق، ويسار يأخذه من يريد الدخول لمدينة عيسى أو توبلي أو أي من تلك المناطق في هذا الجهة، أما الآن فالشارع مقسم إلى خمس «حارات»، الحارتين على اليسار تأخذك لتوبلي ومدينة عيسى، أما الثلاث حارات الأخرى فتأخذك للرفاع وسترة وبوابة مدينة عيسى وسند ومدينة زايد وغيرها... جميل جدا فالشوارع زادت، والمفترض أن ذلك يقلل الازدحام، ولكن العكس هو الذي حدث، فقد ازداد الازدحام، إذ أن الحارات الثلاث لا تستطيع أن تتحرك منها إلا حارة واحدة، فجميع سائقي السيارات الراغبين في التوجة إلى توبلي ومدينة عيسى، يملئون الحارات ويزيدون من الازدحام... أعرف أنني اربكتكم بوصف الطرق، إذ لن تفهم المعاناة ما لم تجربها!.
أعلم جيدا أن هذا الشارع ليس الوحيد الذي يعاني فيه المواطنون يوما بعد يوم وإنما هو نموذج لسوء التخطيط، والذي أعتقد أننا جميعا نتساءل إلى متى سينتهي هذا التخطيط السيء؟
إقرأ أيضا لـ "ايمان عباس"العدد 2263 - السبت 15 نوفمبر 2008م الموافق 16 ذي القعدة 1429هـ