التغيير سُنة الحياة، والكل يعلم أهمية هذا التوجه للتجديد وبث الدماء الجديدة في أية إدارة أو جماعة، ولكن يجب أن يكون ذلك التغيير مدروسا ووفق نظرة مستقبلية ليست بعيدة عن الواقع المعاش، وألا يكون نتيجة ردات فعل مرحلية متسرعة وتؤدي في نهاية المطاف إلى التخبط في الأداء ومن ثم إضاعة الفرصة لتطوير تلك الجماعة المقصودة.

في الحياة؛ المتغيرات نوعان، إجبارية واختيارية، وبالتالي يجب علينا التأقلم معها فإما أن تكون تلك المتغيرات مفروض علينا أحيانا السير معها حتى لو كانت الرغبة معدومة، ولكن لكي نستطيع العيش والتأقلم والنجاح بخطوات ثابتة يجب علينا التأقلم مع تلك المتغيرات التي لا نقبلها أو نصطدم معها في كثير من الأحيان، وإما أن تكون المتغيرات اختيارية مقصودة من أجل التطوير، إلا أن تلك المتغيرات يجب أن تكون مدروسة وبمساحة زمنية معقولة يمكن أن يطلق عليها بـ «التغيير الرزين» والواقعي الذي يحاكي متطلبات المتغيرات المحيطة لا نتيجة لردات فعل متسرعة.

في عالم الرياضة، الحديث الدائم والأزلي يتعلق بشأن إيجابيات وسلبيات تغيير المدربين في فرقنا المحلية ومنتخباتنا، فهل التغيير المستمر والدائم وعدم ثبات الجهاز الإداري أمر في مصلحة الفرق أم سوء يجرّها إلى عدم التطور والتراجع في الأداء؟

في علم الإدارة، الاستقرار أساس الإنجازات، وبالتالي فاستقرار الجهاز الإداري مثلا في الفرق الرياضية يؤدي إلى الانسجام بين المدرب ومساعديه واللاعبين، لينعكس ذلك على أداء اللاعبين في تحقيق النتائج وقس على ذلك.

عدم الاستقرار على المدير الفني للفرق الرياضية وتغييره بشكل مستمر سيؤدي أولا إلى استحداث استراتيجيات جديدة على اللاعبين تختلف عن تلك التي اعتادوا عليها، ومن ثم تغيير الكادر الإداري بما يتوافق مع توجهات المدرب الجديد، ما يتطلب أيضا خطة للانسجام بينهم وبين اللاعبين وذلك لا يتحقق إلا بعامل الوقت، كما أنه لو كان لذلك المدرب جيشا من المستشارين فسيتم تغييرهم لجلب من يسيرون وفق تطلعاته لتحقيق التغيير الذي ينشده.

وبالتالي كم من الوقت يحتاج إليه التغيير لتحقيق الانسجام والتأقلم ومن ثم الانتقال إلى مرحلة تحقيق الإنجازات، بالتأكيد يحتاج إلى وقت ليس بالقليل، وهذا ما نفقده في مختلف فرقنا سواء الرياضية أو غيرها التي تعيش على مبدأ التغيير المستمر ومن ثم الانشغال بمتطلبات ذلك التغيير من دون التحرك لتحقيق الإنجازات والتطلعات.