من خلال إطلالة على مقابلة تمت مع الفنانة البحرينية القديرة ماجدة سلطان، أجد أن شيئا فيما قالته هذه الفنانة العريقة في إنتاجها ومشاركاتها الفنية، وهو يسبب في نفسي حالة ألم لما آلت إليه الأحوال العامة في البحرين، التي لم تنفك تطال حتى الفنان البحريني الذي ظل سنين طويلة مكافحا لكي يبرز صورة هذه البلاد بإشراقة جميلة في كل بيوت العالم.

البحريني، كذلك هو فنان مرتبط دوما في أزمتين لا فكاك له منهما، الأولى هي أزمته في الدخل المادي الذي يُظلم فيه، ولا يجد مع ما يحمله من خبرات أو شهادات أو مواهب من يستطيع أن يدفع له الأجر الذي يستحقه لقاء ما لديه وما يقدمه، إلى جانب المصيبة الكبرى التي تتصور في غياب أي شكل من أشكال التقدير والاحترام، وهو ما يمكننا أن نتناساه إذا ما تمت معالجة مشكلة العائد المادي المرضي، وليدعس الداعس في بطن من يشاء دون أن يعتذر أو يشكر.

البحريني بطبقاته ومختلف وظائفه قد اعتدنا على شكواه وسماع أنينه طوال الليالي وهو يسهر محاسبا ومقسما دخله البسيط بين الفواتير والأقساط التي تطالبه، لكن الجديد، الذي هو ليس بجديد أن شريحة الفنانين الذين نراهم كسفراء وواجهات للبحرين وهم يعانون كمثل أي شخص من الافتقار للتقدير والعائد المادي في داخل أوطانهم، وذلك ما يجعل الكثيرين يتوجهون للعمل ضمن برامج ومسلسلات دول الخليج الأخرى.

وهنا، الاعتراض يتشكل على نوعية السياسة الإعلامية التي تهمش عناصرها المهمة والحساسة، تقيل البعض وتضع البعض في غير مكانه، ولا يتقاضى منهم الشخص هامشا من دخل قرينه الذي قد يكون أقل منه في مستوى جودة الأداء، وبالتالي فذلك يخلق لدينا فنانا محبطا في وطنه، مرحبا به في الخارج، وهو في داخله مرحب بتلك العروض، وبالتالي فإن الأزمة ستجر بعضها بعضا حتى تتكركب الأمور رأسا على عقب، فيما العلاج بتحديد مراجعة لما تنفقه الجهات الإعلامية، وإيلاء العنصر البشري أولوية على كل البهرجات الأخرى التي «تتفشخر» بها.