وسط قاعة المؤتمرات في منطقة إكسل (Excel) البريطانية، التي احتضنت فعاليات أسواق السفر العالمية (WTM)، والتي انتشر عليها ما يربو على مئتين عارض للنشاطات السياحية في بلدانهم، شملت وزارات ومؤسسات القطاع العام السياحية من دول صغيرة مثل بروناي وجزر المالديف، إلى دول عملاقة مثل الصين والهند والولايات المتحدة، ومن بلدان تحتضن صناعة سياحية عريقة ومتقدمة مثل بريطانيا وإيطاليا إلى أخرى تبحث لنفسها عن خانة مميزة في الإقتصاد السياحي الدولي من أمثال أوزبكستان ومدغشغر. وسط كل ذلك وبين أجنحة شهدت بناء علاقات في القطاع السياحي تعد بصفقات تبلغ مليارات الدولارات، ينتصب جناح السياحة البحريني تماما كمملكة البحرين صغيرا في الحجم ممتلئا بالحيوية عامرا بالحركة التي يؤجج دفئها فريق من العاملين في إدارة السياحة في البحرين، المحاط بمجموعة أخرى من ممثلي القطاع الخاص من فنادق ومرافق سياحية مختلفة.

وسط كل ذلك، وبخلاف العديد من الأجنحة السياحية العربية الأخرى المنتشرة في ردهة العرض المخصصة لبلدان الشرق الأوسط، أطلقت البحرين مشروعها الريادي السياحي المتميز على الإنترنت، وهو بوابة البحرين السياحية (www.bahraintourism.com)، الذي يفترض أن يكون الرافعة التخيلية (Virtual) التي ستعضد صناعة السياحة البحرينية.

وكما ورد في العرض الشيق السريع للبوابة والذي حضرته مجموعة من مندوبي الصحف البحرينية بالإضافة إلى ممثل وكالة الأنباء البحرينية (بنا)، فمن المفترض أن تخدم هذه البوابة صناعة السياحة في البحرين من ثلاث قنوات رئيسية: الأولى تتناول الجانب المعلوماتي؛ إذ إنه من المفترض أن تكون هناك عدة قنوات تغطي كل ماله علاقة بالسياحة في البحرين، سواء كان ذلك خدمات قائمة، أو مشروعات قيد التنفيذ، أو خططا مستقبلية سترى النور خلال فترة منظورة محددة. وقد حددت البوابة مجموعة من مصادر المعلومات المحلية من صحف ومجلات وأخرى إقليمية من أجل اقتناء مواد تحليلية، من دون استثناء للمصادر العالمية المتخصصة بالأوضاع في المنطقة مالية كانت أم خدماتية.

الثانية تركز على الخدمات من خلال القنوات الإلكترونية (eservices)، والتي يفترض فيها أن تشمل مجموعة من الخدمات التي تحتاجها حركة السياحة في البحرين، بدءا من حجوزات الفنادق والمطاعم وتأجير السيارات... إنتهاء بتوفير برنامج سياحي كامل يغطي المرافق السياحية الراغب في زيارتها السائح، فردا كان أم مجموعة، ويبدأ ذلك البرنامج من لحظة قرار السائح شد الرحال إلى البحرين، مرورا بوصوله إلى البحرين من أي بوابات الدخول الجوية أو البحرية وحتى البرية، ويمتد خلال إقامة ذلك السائح في ربوع المملكة وينتهي لحظة وداعه في آخر محطة قبل مغادرته البلاد. وقد دشنت البوابة السياحية هذه الخدمات بتوقيع إتفاقية، تم إعلانها خلال المؤتمر الصحافي الذي أشرنا إليه، مع مؤسسة دولية عريقة في هذا المجال (www.visitbahrain.org) التي ستوفر آلة الحجوزات الإلكترونية.

الثالثة ترويجية، وأول خطوة على هذه الطريق كانت اختيار المشاركة في فعاليات ( WTM) وتدشين موقع البوابة وسط واحدة من أهم الفعاليات السياحية الدولية، والإستفادة منها لنسج علاقات تعاونية مع دول المنطقة، خليجية كانت أم عربية. وقد بدأت البوابة ذلك بعقد اجتماعات مع قطاعات السياحة في سلطنة عمان ودولة قطر، ولعل أهم اللقاءات كان ذلك الذي تم مع وزير السياحة والآثار الأردني مها الخطيب. ومن المتوقع، كما أشار المسئولون عن بوابة البحرين السياحية، أن يترافق ذلك مع حملة ترويجية للبوابة وما تحمله من معلومات وخدمات على الويب؛ إذ بدأت، وفي هذه المراحل المبكرة من حياة البوابة القصيرة، اتصالات مع محرك البحث العالمي غوغل من أجل التوصل إلى إتفاق في هذا الإتجاه.

من الطبيعي أن هذه الخطوة البحرينية على الصعيد التخيلي، في أمس الحاجة، إن أريد لها النجاح في سوق، درجات المنافسة فيها شديدة ومعقدة، لابد وأن تسندها مجموعة من الخطوات الأخرى على الصعيد التقليدي من بينها وجود تشريعات ديناميكية قادرة على التفاعل مع تلك الدينامية التي يتمتع بها القطاع السياحي ليس على المستوى المحلي فحسب، وإنما على الصعيد العالمي أيضا.