شاهد مرزوق بعض اللقطات التي قيل إنها لصدام حسين في يوم سقوط بغداد وسأل صاحبه عما إذا كان صدام لايزال على قيد الحياة ويشاهد كيف أن شعبه لم ينتخبه مئة في المئة كما قال الاستفتاء الذي أجرته الحكومة العراقية قبل الحرب...
صديق مرزوق: أتمنى أن يكون صدام حيا ويشاهد ما جرى له... ولكن أعتقد أن كل حكام العرب يجب أن يشاهدوا ما حدث لهذا الطاغية الذي لم يبق ولم يذر...
مرزوق: ماذا تقصد؟
صديق مرزوق: صدام كانت لديه القصور واستخدم كل ثروات العراق لمصلحته الخاصة وحوّل العراقيين إلى فقراء بعد أن كانوا أغنياء... ولكنه الآن يرى بأم عينيه كيف يدمر الشعب أصنام صدام قبل أن يدمرها الأميركان.
مرزوق: هل تقصد أن العراقيين يؤيدون الأميركان؟
صديق مرزوق: هذا غير صحيح، فالأكثرية خرجوا بعد صلاة الجمعة الماضية يهتفون باستقلال العراق ويطالبون برحيل قوات الاحتلال... بل ان العراقيين شيعة وسنة توحدوا في صلوات الجمعة وخرجوا يهتفون هتافا واحدا...
مرزوق: إذن، ماذا تريد قوله؟
صديق مرزوق: هؤلاء هم الشعب الحقيقي الذين أهانهم صدام حسين ولذلك استطاع الغزو الخارجي دخول بغداد من دون مقاومة كما صورت ذلك عدسات الكاميرا التابعة لمحطات التلفزيون الفضائية...
مرزوق: صدام بكل جبروته يختفي تحت الأرض ليشاهد كيف يفرح الذين ظلمهم برحيله...
صديق مرزوق: كان يستقبل الوفود الأجانب بصورة ترعبهم فكيف بالعراقيين...
مرزوق: ماذا تقصد؟
صديق مرزوق: عندما يدخل عليه شخص غير عراقي لمقابلته فان أول شيء يقوم به حراس صدام هو افراغ جيوب ذلك الشخص من جميع ما فيها حتى الأقلام والأوراق... ثم يقولون أو يؤشرون إلى أن عليك أن تكون على بعد متر واحد من صدام... وممنوع مصافحته لأن المصافحة قد يكون فيها نقل نوع من السم، وينظر إليك صدام وعلى جانب فمه سيجارة كوبية سعر الواحدة يكفي لوجبات غداء لمدة أسبوع لعائلة عراقية...
مرزوق: ولكن ماذا استفاد؟
صديق مرزوق: لم يستفد شيئا سوى تعاسته وتعاسة عائلته وقتل أقربائه وتشريد شعبه وتعذيبهم وتمهيد الطريق لعودة الاستعمار وثم الاختفاء تحت الأرض باحثا عن ملجأ له...
مرزوق: وهل تتصور أن هناك من سيعطيه ملجأ...؟
صديق مرزوق: لا أتصور ذلك... فعندما حاول اغتيال عبدالكريم قاسم قبل أربعين سنة ولم يفلح في ذلك هرب إلى البادية مع أحد أصحابه، وهناك رأى عائلة في خيمة، وقامت بتوفير الأكل والشرب لهما وناما ليلة واحدة معها... وثم في الصباح تحرك صدام مع رفيقه إلى مكان آخر... ولكن...
مرزوق: ولكن ماذا؟
صديق مرزوق: ولكن عاد صدام وقتل العائلة كلها... وعندما سأله صاحبه لماذا فعل ذلك قال لكي لا يخبروا الشرطة بأنهم التقوه ويدلوهم عليه...
مرزوق: هل تعتقد أنه سيفعل ذلك في أي شخص يحميه الآن؟
صديق مرزوق: هذا مؤكد... فهذا الشخص سفاح...
مرزوق: إذن ما رأيك لو قام أحد الحكام الذين يشبهونه بتوفير لجوء إليه، هل يقتلون بعضهم بعضا؟
صديق مرزوق: نتمنى ذلك، فهذا أحسن من دخول المستعمر المحتل لتخليصنا منهم.
مرزوق: إذن حماية بلادنا من الاستعمار وحماية الحكام من مصير مشابه لمصير صدام تعني احترام المواطن وحقوقه وعدم اهانته...
صديق مرزوق: عليك نور... ولكن الطغاة لا يفهمون وسيكررون ما فعله صدام وسينتهون كما انتهى صدام
إقرأ أيضا لـ "حظك يا مرزوق"العدد 226 - السبت 19 أبريل 2003م الموافق 16 صفر 1424هـ