العدد 2257 - الأحد 09 نوفمبر 2008م الموافق 10 ذي القعدة 1429هـ

كتاب ماري كونز وأهميته للعالم والبحرين

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

أطلقت الباحثة ماري كونز منذ أيام كتابها «من منظور ثقافي: نحو تعزيز العلاقة بين العرب والأميركان عقب أحداث الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول»، وقد أعدَّ تدشينه مركز الشيخ إبراهيم بن محمد للثقافة والفنون، ورعت الحفل الشيخة مي آل خليفة.

ويُعدّ كتاب الباحثة ماري كونز الأول من نوعه، في كشف الستار عن الانطباعات السائدة بين المجتمع العربي والمجتمع الأميركي، والتبعات التي أعقبت أحداث الحادي عشر من سبتمبر على الوجهتين، وما آلت إليه الأمور من زيادة الفجوة بين الشرق والغرب، وما طرأت على الساحة من أمور إيجابية كذلك، فلقد أخذ الغرب بتتبّع مواقع الإنترنت، والبحث عن أية معلومة تتكلم عن العرب والإسلام.

وما قامت به الكاتبة ماري كونز وهي مشكورة على ذلك، في إتاحة المجال للمجتمع البحريني، وخصوصا ليمثل شريحة انطباعات العرب عن المجتمع الأميركي عموما، يعد نقلة ثقافية واجتماعية كبيرة للبحرينيين، فلقد اختارت الكاتبة مجتمع البحرين لتنوّعه وعمق ثقافته منذ الأزل، وقد صنِّف كتابها ضمن عشرة كتب ستفوز بجائزة الولايات المتحدة الأميركية الوطنية للكتب التي تتناول الشرق الأوسط.

وعليه فإن الكاتبة قرّبت بين مجتمعين انفصلا لأسباب لا دخل لهما فيها، وهدّمت الحاجز الذي بُني حول الفريقين بطريقة خاطئة، وجعلت الشعب البحريني عضوا فعالا في كلماتها فأوصلتهم إلى الفوز بهذه الجائزة.

ولم تكتف الكاتبة بإعداد هذا الكتاب وإصداره للرأي العام، بل حاولت وحاولنا من جانبنا التواصل مع أصحاب القرار السياسي، إذ كانت الكاتبة ترمي الى إهداء كتابها ومحاولة إيصال أفكار هذا المنتج السياسي والثقافي للقيادة السياسية، وصولا إلى لقاء الوزراء والمسئولين في الدولة لإهدائهم الكتاب وإطلاعهم على تجربتها في كتابته.

إن السيدة ماري عندما تسعى الى إيصال أفكار الكتاب وقياس مدى تأثيره على ضفتي العالم، الأول الغرب وبالتحديد مجتمع النخبة ومراكز القرار في أميركا مقابل الشرق بما يمثله من مجتمعات عربية وإسلامية وما يقف خلفهما من قيادات سياسية وإجتماعية وثقافية مؤثرة على الأرض، وخصوصا أن البحرين هذه الجزيرة كانت نموذجها العربي في هذا الكتاب الذي يعدّ محل فخر لوطننا البحرين، ومصدر جميل يتكلم عن عاداتنا العربية الأصيلة.

إن ما ذكرته شريحة من المجتمع البحريني حول الانطباعات السائدة عن المجتمعات الغربية وبخاصة المجتمع الأميركي في هذا الكتاب، حوله إلى مصدر ووثيقة فاعلة لإطلاع الرأي العام الغربي على أفكار وآراء النخبة العربية والإسلامية، بالإضافة إلى كونه يعدّ مصدرا فكريا قيّما وراقيا على ثقافة البحرين وحضارتهم العتيدة.

لقد أملت الكاتبة خلال محاولاتها للقاء كبار المسئولين في الدولة أن تشارك المجتمع البحريني فرحتها في النتائج التي وصلت إليها، وأن تطلع أصحاب القرار في البحرين على هذا الكتاب، لما عُرف عن قيادتنا السياسية من حنكة واهتمام بمثل هذا النوع من الكتب، والتي طالما كان لهذه القيادة تأثير قوي داخل المجتمعات العربية والغربية على حد سواء وليس المجتمع البحريني فقط.

في النتيجة يؤسفنا وجود عقبات تعترض الباحثة لإيصال وتوضيح هدفها من الكتاب، ولاسيما أن هدف الكتاب هو هدم الهوة بين الشرق والغرب بعد أن وسعتها أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001، ليكون خطوة فاعلة تضاف إلى خطوات أخرى لتجسير العلاقات بين الشرق والغرب

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 2257 - الأحد 09 نوفمبر 2008م الموافق 10 ذي القعدة 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً