لا يعرف مذاق الانتصار والإنجاز إلا من يتذوقه خصوصا عندما يأتي من خضم الألم واللحظات الصعبة والحرمان التي طالما عايشناها بمرارة سواء مع المنتخب أو نادي المحرق باعتباره الأكثر اقترابا لتحقيق لقب خارجي باسم الكرة البحرينية.

هذا الشعور راودني والكثيرين ونحن نعايش لحظات تتويج المحرق بكأس الاتحاد الآسيوي على أرض بيروت أمس الأول، إذ لا أخفي سرا أنني تحدثت مع بعض من حولي عن ذكريات مريرة عايشناها عندما خسر المحرق نهائي البطولة العربية أمام الترجي التونسي العام 1993 ولقب البطولة الخليجية 1989 الذي كان في أيدي المحرق واللقب الآسيوي أمام الفيصلي الأردني بفارق الأهداف في نهائي 2006 فضلا عن عثرات المنتخب الوطني في اللحظات الحاسمة في الكثير من البطولات الخليجية والعربية والآسيوية بل والعالمية وآخرها أمام ترينيداد توباغو.

لذلك فإن هنا تكمن أسرار وأهمية اللقب الآسيوي الذي عاد به «عيال الذيب» أمس من بيروت والذي يجب أن ننظر إليه من زاوية بعيدة تتجاوز نظرة البعض إلى التقليل والتحجيم من أهمية وحجم البطولة الآسيوية التي من الممكن تشكل قوة دفع ليس للمحرق فحسب بل للكرة البحرينية كافة في المرحلة المقبلة وخصوصا أن المحرق يضم مجموعة كبيرة من العناصر الأساسية للمنتخب الوطني وستكتسب بذلك «ثقافة وروح الانتصارات» بعدما ظننا أننا نعاني مرضا مزمنا مع الألقاب.

وكم أسعدنا ونحن نعايش الإنجاز التاريخي في بيروت، إن ذلك تحقق بقيادة ابن الوطن المدرب سلمان شريدة الذي دخل تاريخ الكرة البحرينية ولكنه رفض أن يدين بذلك لنفسه أو يحاول أن يظهر «بطلا للبطولة» كعادة المدربين في هذه اللحظات لدرجة أنه اعتذر عن الكثير من اللقاءات الإعلامية بعد التتويج.

أعتقد أن بطولة المحرق يجب أن تستثمر ايجابيا لصالح الكرة البحرينية عامة والمحرق خاصة في المرحلة المقبلة وإلا نغرق طويلا في بحر الأفراح ونتعامل مع ما تحقق بصورة ايجابية وواقعية، فهذه البطولة فتحت الباب مجددا للأندية البحرينية لتنطلق للمشاركة في دوري المحترفين الآسيوي بدءا من المحرق والذي يجب أن يحظى بالاهتمام والدعم ليكون مؤهلا لاستيفاء بعض الشروط والمتطلبات الخاصة بالمشاركة بدوري المحترفين وخصوصا أن الفترة الزمنية الفاصلة عن انطلاق هذا الدوري قصيرة... فهل نحسن قراءة أوراق وحسابات هذا الإنجاز؟