بعد أن كانت الأغنية الخليجية متربعة على عرش الأغنية الراقية بكل معانيها وأشكالها، لاحظنا فيها بعض التخبط في الآونة الأخيرة، إذ أساء لها بعض الفنانين الخليجيين الذين حاولوا إظهار نوع جديد من الفيديو كليب يتسم بالجرأة التي لا تتفق مع طبيعة المشاهد الخليجي، ظنا منهم أن هذا النوع من الفيديو كليب يخدم الأغنية بطريقة أو بأخرى، متناسين بذلك عادات وتقاليد المجتمع الخليجي المحافظ، فظهرت أنواع من الفيديو كليب الهابطة التي أساءت لكلمات الأغنية الخليجية بدلا من أن تخدمها، والسؤال هنا، هل بدأ الفناون والفنانات الخليجيون يفقدون احترامهم ووقارهم وهيبتهم أمام المشاهد؟، الذي يستطيع التفريق بين الجيد والرديء من الأعمال المصورة. وهل أصبح الفنان الخليجي منفذا فقط لرأي المخرج من دون أن يكون له خيار بين الجيد والرديء؟.

الشارع الخليجي يعتقد بأن الأغنية الخليجية يجب أن تكون القدوة لبقية أنواع الأغاني في الاحترام والالتزام بالآداب ومراعاة واحترام ذوق المشاهد، إلا أن البعض من الفنانين والفنانات بدأوا يفقدون وقارهم واحترامهم أمام الشاشة، وعلى سبيل المثال الفنانة رويدا المحروقي «بنت الخليج» التي ظهرت في أغنية «أي أي» التي صورت الفيديو كليب الخاص بها في جامعة الكسليك في بيروت بمظهر غير لائق، إذ ظهرت كما تدعي أو تعتقد بأنها «ملكة للشوكولاته»، بينما أظهرت لنا نوعا آخر من الإغراء وهو «إغراء الشوكولاته»، وهو ما لا ينقصنا في الساحة الفنية العربية، إذ يكفينا الإغراءات التي تقدمها مغنيات أو كما أفضل تسميتهم «استعراضيات» مثل هيفاء وهبي وماريا ودانا ودومينيك حوراني وغيرهن.

الملفت أن رويدا دافعت خلال مؤتمر صحافي عرض على شاشات التلفزيون عن العمل وقالت إنها اقتنعت بفكرة حمام الشوكولاته، ونفت أن تكون سعت للإثارة من خلال هذه المشاهد، وقالت إن الفكرة الأساسية كانت أن تظهر كـ «ملكة للشوكولاته»، ولكن الحضور اتفقوا على أن فكرة ملكة الشوكولاته لم تكن واضحة، ورأى البعض أنها قدمت جرأة ناقصة في هذا المشهد، بينما اعتبره البعض الآخر غير لائق بفنانة خليجية.

ولا ننكر جميعا أن رويدا المحروقي ذات صوت قوي وجميل، ولكن ينقصها الدقة والاختيار الجيد للأعمال المصورة، ونحن لا ننتقدها لشخصها أو لشكلها ولكننا نحبها ونريدها أن تظهر بالشكل اللائق الجدير بالاحترام والمتابعة حتى تعطي صورة إيجابية عن المجتمع الخليجي المحافظ.

فعلا يجب ألا يكون الفنان الخليجي منفذا فقط، وخصوصا الفنانة الخليجية لأنها في النهاية امرأة يجب ألا تكون رسالتها هي الدعوة للتحرر والانحلال، ويجب أن تتدخل برأيها وتقول نعم للفن الراقي الجيد ولا للفكرة الرديئة التي تسيء لجمهورها الذي أحبها وأوصلها لهذا المكان الذي هي فيه اليوم، وإذا كان بعض الفنانين يعتبرون الفيديو كليب عاملا مهما في نجاح الأغنية إلى حد كبير، فإن الجميع يتفق معي أن أغنية «الأماكن» للفنان محمد عبده نجحت نجاحا باهرا ودخلت إلى كل بيت وكل قلب بدون تصوير الفيديو كليب، يقف الفنان محمد عبده بكل ثقة واحترام فيبدع ويطرب الجميع بأغنيته.