أصدر المجلس العلمائي قبل نحو أسبوعين نتائج وتوصيات البيان الختامي لمؤتمر عاشوراء الثالث، وتمنيت قبل ذلك أن أكون من بين الإعلاميات اللائي تلقين دعوة لحضور ورشة عمل كانت قد خصصت للنساء من أجل المناقشة وإبداء الرأي في أهم مطالباتنا لتطوير «إعلام عاشوراء»، إلا أن إصابتي بالحمى كانت سببا في عدم مشاركتي في الورشة.
وعلى رغم ذلك أعددت عددا من التوصيات والمطالب بشكل مبسط لنفسي، وآثرت أن احتفظ بها وأقارنها بتوصيات البيان الختامي، وتوقعت أن تضم توصيات المؤتمر واحدة أو اثنتين على الأقل من توصياتي الخاصة، التي يصل عددها إلى أربع فقط، لكنني وجدت أن توصيات المؤتمر بعيدة جدا عما كان يدور في فكري... وربما بعيدة أيضا عن توقعات الكثير غيري.
الإعلام هو أهم وأكبر وسيلة يمكنها أن توصل فكرة عاشوراء، بل من شأنه أن يكون الصورة التي تبقى خالدة في أذهان جميع الناس من كل الطوائف، وذلك يعني أننا مطالبون بإيصال رسالة الإمام الحسين (ع) بصورة واضحة تخلو من أي شيء قد يتسبب في تشويشها، أو في فهمها فهما خاطئا، وخصوصا أن النهضة الحسينية لا تخص مكانا وزمانا، وذلك يقودني إلى أمر آخر هو تطوير الخطاب الديني بما يتناسب مع كل جيل من الأجيال الحديثة.
شخصيا أميل إلى الفئة التي تحب المشاركة في تذكر واستذكار قضية الإمام الحسين (ع) بالصورة التقليدية المتمثلة - على الأغلب - في الاستماع إلى محاضرة دينية تعليمية ومن ثم العروج إلى الحزن على المصائب التي وقعت في يوم العاشر من محرم 61 هـ.
ولكن وكما ذكرت وأنا مقتنعة تماما من أن الأمر لا يقف عند فئة أو مكان أو زمان، فذلك يتطلب منا التنازل عن مطالبنا محدودة الأفق، والتعايش مع ما يريده ويطمح إليه الجيل الجديد من تقديم مسرحيات وتقديم أعمال ومجسمات وغيرها الكثير الكثير من الأعمال المتطورة، وذلك ما توجهت إليه التوصية الرابعة من توصيات المؤتمر التي ذكرت أن الوضع الحالي في أمسّ الحاجة إلى استخدام التكنولوجيا المتقدمة، لأنها الوسائل التواصلية المطلوبة والمرغوبة التي تختصر الزمن وتقرّب المسافات، شرط ألا يتم إلغاء التراث، ولكن... ألا يمكن استخدام كل ذلك التطور من خلال استغلال أوقات أخرى طوال العام أو خلال ما بعد «عشرة المحرم» وشهر صفر لتنفيذها ليتم الحفاظ على النمط الموروث، وخصوصا في أيام العشرة من محرم كما ذكرت التوصية الثامنة؟ بالإضافة إلى العمل على تطوير الخطاب وانتقائية الموضوعات ولكن الموضوعات التي يريدها الجمهور وهي واحدة مما كنت أتمنى أن تكون توصية مطروحة،
أما فيما يخص التوصيتين اللتين خصتا فئة الأطفال فعلى رغم أنهما توصيتان إيجابيتان ولكن لأنهما تخصان فئة مهمة جدا، ونحن دائما نبحث عمن يشكل أبناءنا منذ صغر سنهم إلى أن تكبر، فأجد أنهما بحاجة إلى مؤتمر خاص لهما.
«مؤتمر عاشوراء الثالث» ضم مشاركات من قبل علماء ورجال دين، وتقديم أوراق عمل وورش عمل، وحلقات نقاشية للرجال والنساء كلها من أجل مناقشة مجموعة عناوين مرتبطة بإعلام عاشوراء لذلك في النهاية لن نختلف على عدد التوصيات، كثيرة كانت أو قليلة، هل تضم ما يريده كل واحد منا أم لا من كل فئة تنظر إلى تطوير «إعلام عاشوراء» بل سنشدد على ضرورة تفعيل عدد من تلك التوصيات، ولن أقول جميعها، فقد وجدت في جميع (الإيميلات) التي وصلتني وفيها توصيات «مؤتمر عاشوراء» عبارات مختلفة الكلمات ولكنها تحمل معنى واحدا «في انتظار تفعيل التوصيات».
إقرأ أيضا لـ "فرح العوض"العدد 2255 - الجمعة 07 نوفمبر 2008م الموافق 08 ذي القعدة 1429هـ