بغض النظر عما إذا كان تصريح رئيس اللجنة الأولمبية الشيخ عيسى بن راشد آل خليفة سببا رئيسيا وراء استقالة رئيس اتحاد اليد عبدالرحمن بوعلي أو لم يكن كذلك، فإن رئيس الأولمبية ألزم نفسه وفقا لتصريحه الشهير بحل المشكلة العالقة بين كرة اليد البحرينية والاتحاد الآسيوي لكرة اليد بزوال السبب الذي طرحه في ذلك التصريح. وعلى ذلك فإن الجميع سيترقب نتائج التحركات التي سيجريها رئيس الأولمبية في الفترة المقبلة لإنهاء الخلاف الذي صار له أكثر من 13 سنة تعرضت فيها كرة اليد البحرينية إلى أقسى أنواع التعذيب والتنكيل في الداخل والخارج على حد سواء.
وأتفق تماما مع أحد الزملاء الذي ذكر أن رئيس الأولمبية لم يتحدث بصراحته المعهودة في هذا الملف، وأتفق معه حينما ذكر أنه من المستحيل أن يقوم بوعلي بتحركاته المعادية للاتحاد الآسيوي من دون الحصول على الضوء الأخضر من السلطة الرياضية في البلد؛ لأننا في بلد القانون والنظام والمؤسسات، ولكن أي تحرك حدث في الآونة الأخيرة ضد الاتحاد الآسيوي مبرر إلى أبعد الحدود. فالظلم الذي تعرضت له كرة اليد البحرينية ليس بالأمر الهين خلال السنوات الماضية، والتحركات قبل تصفيات أصفهان مع الاتحاد الدولي في قضيته الشهيرة مع الآسيوي لاعتقاد الجميع أنها بارقة أمل وطوق نجاة من الأفعى الآسيوية، ولكن الرجل خان العهد حفاظا على كرسيه.
ويدرك الجميع بمن فيهم كاتب هذه السطور أن المشكلة ليست عبدالرحمن بوعلي وليس رأسه المطلوب لبيت الطاعة، فالرجل لم تمض على ولايته الاتحاد سوى 4 سنوات، والخلاف دشن في العام 1995 وبدأ فعليا في العام 1998 بعد حوادث تصفيات الشباب وتصفيات الدمام، ويومها لم يكن فواز بن محمد رئيسا للمؤسسة العامة للشباب والرياضة ولم يكن عبدالرحمن رئيسا للاتحاد، وإذا كان أحد يريد فتح هذا الملف بالكامل فعليه التحدث بصراحة وواقعية؛ لأنه ليس عشاق كرة اليد البحرينية وحدهم من يعرفون الإشكالية بل العالم الآسيوي والخليجي كذلك.
ولست أتمنى ذلك إلا أنني أعتقد أن المشكلة ستبقى برحيل عبدالرحمن بوعلي ولن تحل حتى لو ذهب الرجل الكبير إلى الكويت؛ لأن القيادة في الاتحاد الآسيوي تدرك أن كرة اليد البحرينية خطرا محدقا على منتخبهم المدلل لامتلاكها الطاقة النووية! ولكنها لا تفرق بين هذه الطاقة إذا ما كانت للأغراض السلمية أو غير السلمية! والتعاون مع هذه الأفعى جريمة في حق الوطن الذي لا يحترمه المتسولون خلال السنوات الماضية! وفي النهاية إن الوقوف ضد طوفان الأفعى الآسيوية بحاجة إلى تضحية بمعنى الكلمة وذلك للتاريخ لا غير؛ لأن هذا النظام سيزول يوما... واذكروني!
المحرق والحلم الآسيوي
90 دقيقة فقط تفصل بين البحرين والحلم الآسيوي، تفصل بين البحرين وأول لقب خارجي لكرة القدم البحرينية على مستوى الرجال. جميل جدا أن يتحق هذا الحلم في هذا الوقت الذي تعيش فيه كرة القدم البحرينية أفضل مستوياتها على المستويين الأقليمي والقاري بالنسبة للنتائج التي تحققت في السنوات الثماني الماضية. وسيعطي الفوز باللقب الآسيوي اليوم - إن شاء الله - دفعة قوية للمنتخب الذي يستعد هذه الأيام للحظات الحاسمة في التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم. كل ما أتمناه ويتمناه أبناء البحرين الطيبين أن يوفق المحرق في مهمته اليوم وأن يعود للبحرين مقلدا بالذهب الآسيوي، وذلك بحاجة إلى قتال في الملعب طيلة الـ 90 دقيقة من دون الالتفات إلى نتيجة الذهاب الكبيرة. ولابد أن يلعب المحرق بشخصية البطل وأن يثبت للمتابعين في القارة أنه البطل الأوحد لهذه البطولة.
إقرأ أيضا لـ " محمد أمان"العدد 2254 - الخميس 06 نوفمبر 2008م الموافق 07 ذي القعدة 1429هـ