العدد 2254 - الخميس 06 نوفمبر 2008م الموافق 07 ذي القعدة 1429هـ

يا صديقتي... الى اللقاء

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

كلنا نكره لحظات الوداع المرتبطة بمشاعر الحزن والألم، وتجربتي مع لحظة وداع صديقتي تجربة تحمل في طياتها معنى للحب والاحترام والفرقة، إذ سافرت صديقتي لظروف مناطة بها، وحمّلتني التعايش مع لحظة وداعها.

فهناك مِن الناس مَن يدخلون حياتك ويقلبونها رأسا على عقب، ويطعمونك من أفكارهم وقيمهم الكثير والكثير، حتى تجد نفسك في نهاية المطاف ناسخا لكل أفكار صديقك ومدققا لها، ومن ثمَّ منقيا لها ومستخدمها...

وصديقتي الحبيبة هذه نهلت منها وتعلّمت منها الكثير طبعا، إذ إن أكثر ما أحببته فيها حب القراءة، التي لم أجد أحدا يشجعني عليها ويشاركني في حبها أكثر منها، فهي قرّاءة بكل ما في الكلمة من معاني، وبالتالي مثقفة ولبقة في التحدث مع بعض الناس وليس كلهم، بسبب القراءات التي تقرأها.

أما الشيء الثاني الذي علّمتنيه، فهو احترام الوقت والمحافظة على المواعيد، وعدم الاستهتار بأوقات الآخرين، فكنت كلّما أتأخر عن موعد ولو لدقائق معدودة تنهرني وتتجادل معي، حتى فهمت واستوعبت النصيحة التي تريدني أن أعمل بها.

يا صديقتي لن أنسى فيكِ احترام خصوصيات الناس، وعدم حشر أنفي فيما لا يخصني، فهذا الطبع الجميل الذي فيكِ أتمنى أن نحصل عليه في مجتمعاتنا الخليجية، فالسائد عندنا تدخل الآخرين في خصوصياتنا وحياتنا مما يؤثر على أُسرنا وعلى علاقاتنا داخل النسق العائلي.

كذلك سأعمل على عنصر تنظيم العمل والوقت والورق، فهذه خصلة جميلة أتمنى أن تكون لدى كل واحد منا، فتنظيم العمل يتبعه تحسين الأداء وزيادة الإنتاج، وتنظيم الوقت يتبعه استغلاله الصحيح واستثماره التام، وأما تنظيم الورق فإنه يؤدي الى سرعة الحصول عليه عندما تحتاجه، ودقّة العمل به عندما تستخدمه.

وفي هذا كلّه لا أنسى إصرارك على الدراسة والعلم وتحقيق الطموح، فالأنسان لا يشقى الا عندما يبتعد عن دينه وعلمه ومعارفه، ونحن في مجتمعات للأسف بليدة أو تكاد تكون كالسلحفاة في مفهوم العلم والدراسة، لأننا وللأسف مجتمع نفضل أن تأتي الدراسة لدينا بسهولة من دون شقاء أو تعب.

ما أجمل الصداقة عندما ننهل منها الكثير، وما أجمل الصديق الذي يكون مرآتك أمام الآخرين، وما أجملكِ يا صديقتي فقد حفرتِ فيَّ عادات ما كنت في يوم من الأيام سأعمل بها. لن أنساك ولن ينسى أي صديق صحبة طيبة فارقته، وستبكي عيني عندما أذكركِ فلقد كنتِ نعم الأخت ونعم المُرشد ونعم الصديقة التي لا تنساها الأذهان، فلقد دخلتِ حياتي وأنرتِها وغيّرتِها لما هو أفضل. فإلى اللقاء وليحفظك المولى من كل شر.

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 2254 - الخميس 06 نوفمبر 2008م الموافق 07 ذي القعدة 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً