المكرمة التي أمر بها عاهل البلاد لنجوم المنتخب الوطني الأول للكرة بعد مباراة ترينيداد كانت واضحة ولا تحتاج لعبقري ليفسرها، إذ خصّت نجوم الأحمر الكروي الذين كانوا مع المنتخب من بداية الانطلاقة الآسيوية وحصولهم على المركز الرابع في نهائيات آسيا بالصين 2004 مرورا بالتصفيات النهائية عند النقطة الحاسمة من التأهل إلى مونديال ألمانيا 2006 أمام ترينيداد ولعبوا مع الأحمر أو كانوا معه يستحقون وبكل امتياز هذه المكرمة، ولا يجوز إبعاد أي لاعب مهما يكن من القائمة ما دام كان مع الأحمر من دون وجه حق.
الأمر الآخر في المكرمة إدخال أسماء بعض الرياضيين المتميزين خلال مشوارهم الرياضي في رفع سمعة الوطن، ونحن لا نقول هنا إنهم لا يستحقون، لكن هناك نقاط يجب إثارتها وإبداء الأسئلة بشأن المعايير والمقاييس لاختيار هذه الأسماء، مع أننا نشدد بالقول ان المكرمة مخصصة فقط لنجوم المنتخب الوطني الذين كانوا مع الأحمر في مشواره المذكور آنفا.
هنا نود ان نثير أمرا يتعلق بالمكرمة بشأن المقاييس والمعايير التي تم اختيارها لأسماء دون غيرها من الرياضيين المتميزين؛ لأن هناك أسماء أخرى لها من النصيب ما يكفي.
ولذلك نطالب المسئولين عن هذا الأمر بالخروج لتقديم المبررات الكافية وفق المعايير التي تم عليها هذا الاختبار بعيدا عن المجاملات والعلاقات الشخصية.
هناك الكثير من الأسماء التي قدمت للوطن الوقت والنفس وكل ما تمتلك في مشوارها الطويل من أجل سمعة الوطن، ونؤكد أنها تستحق الحصول على هذه المكرمة إلى جانب زملائهم الذين حصلوا عليها.
وهناك اسم لامع ضحى بكل وقته وعائلته وبكل ما يمتلك، إذ عرفناه منذ أن كان لاعبا في ناديه أو في المنتخب الوطني ووصل بعدد المباريات في المنتخب إلى أكثر من 100 مباراة، ما يؤكد أنه أكثر لاعب محلي لعب مع المنتخب الوطني، وبعد اعتزاله صار يتقلد المناصب الإدارية في المؤسسة العامة واتحاد الكرة مضحيا بعمله في البنوك من أجل الوطن، وقد أطفأ شمعته من أجل أن تبقى شمعة الوطن مضيئة، وهذا ما كان فعلا من دون أن يتكلم أو يتحدث لأحدٍ سرا أو علنا عن مظلوميته، وخصوصا انه قضى حياته الأسرية في شقة للإيجار بإسكان السنابس من دون أن يحصل على ما يلم عائلته وهو صامت في عمله بغية خدمة وطنه في كل المحافل.
أين هذا الرجل من مكرمة عاهل البلاد، ولماذا تم تجاهله وإبعاد اسمه عن زملائه مع أنه يستحق هذا التكريم ليس من اليوم فقط بل من قبل وبمدة طويلة... أتعرفون أعزائي من اقصد بكلامي هذا... إنه الوطني الكبير والرجل ذو الأخلاق العالية والمخلص في عمله من دون أن يطلب المقابل ابن البحرين والنادي الأهلي عبدالرزاق محمد الذي ظلم. ونأمل أن يكون هناك من يرفع ظلامته ويعمل على منحه الحق المنتظر من زمن بعيد، وهذا الرجل المخلص وعلى رغم أنه لم يكن اسمه مدونا مع زملائه الرياضيين المتميزين فإنه كان بطلا في فعله عندما قام بدوره العملي في إخبار هؤلاء الرياضيين بالحضور لاستلام مكرمة الملك وبروح رياضية ومن دون تذمر، وهذا يؤكد معدن هذا الرجل الوطني سواء كان لاعبا أو إداريا محنكا.
إلا يستحق هذا الرجل النظر له بعين الاعتبار وخصوصا في الجانب السكني الذي هو بأمس الحاجة إليه. ولم نسمع من قبل انه حصل على تكريم سواء مع المنتخب الوطني أو في اتحاد الكرة أو حتى المؤسسة العامة. ونحن بانتظار أن نسمع أن اسمه قد أدرج مع زملائه الآخرين؛ لأنه فعلا يستحق التكريم نظير ما قدمه للوطن من دون مقابل.
إقرأ أيضا لـ "هادي الموسوي"العدد 2253 - الأربعاء 05 نوفمبر 2008م الموافق 06 ذي القعدة 1429هـ