على رغم اقتناع معظم من في الوسط الفني من ممثلين ومطربين ومخرجين ومصممي فيديو كليبات، فضلا عن المشاهدين بكون لغة الإثارة باتت لغة قديمة وغير مجدية بعد اكتظاظ الساحة الفنية منها خلال السنوات الأخيرة إلا أن البعض مازال مصرا على اللعب على أوتار تلك اللغة بعد أن أطلقتها هند رستم التي اشتهرت بأدوار الإغراء في السينما المصرية في الخمسينات وعرفت «بملكة الإغراء» ومارلين مونرو الشرق لشبهها الظاهر بمارلين مونرو بشعرها الأشقر. وجدلا لا يختلف اثنان على أن ما كانت تقدمه رستم يختلف عما يقدم اليوم في بعض الأفلام والمسلسلات والفيديو كليبات من أغراء، ولسنا بالتأكيد بصدد الدفاع عن تلك الحقبة أو الهجوم على هذه الحقبة فالنتيجة واحدة أن تلك اللغة مرفوضة وتطمس الفن في بئر لا قرار له.

شاهدنا من هذا الحديث أن تلك اللغة انطلقت من السينما لتطال جميع الأعمال الفنية لتبلغ أوجها في عصرنا لتصيب فيديو كليبات معظم المغنين وتصل إلى الإعلانات التجارية لسنين لصيقة بمجتمعات معينة وبوصولها للفيديو كليبات الأغاني لم تفارق تلك المجتمعات إلى أن ارتفعت الحرارة في مجتمعنا الخليجي وأصابها هذا الداء، فبعد مطربة الحنطور ومطربة الوحل وبوس الواوا جاءت مطربة من الخليج وبالتحديد من أحد أكثر مجتمعاتها محافظة بعد المجتمع السعودي، من دولة الإمارات العربية لتحمل لقب مطربة الشكولاتا ضاربة كل الأعراف والتقاليد عرض الحائط لتعلن رويدا المحروقي بأنها لن تدفع ضربية كونها مطربة خليجية وستقدم فنها وفق اقتناعها متجاهلة أية خطوط حمراء قد تفرضها عليها تقاليد مجتمعها المحافظ، لتظهر لنا في جديدها بأغنية تحمل اسم « أي أي» بفيديو كليب تستحم في حمام من الشكولاتا.

مكياج وملابس وحركات بعض الممثلات الخليجيات الأخيرة فضلا عن المطربات لا تبشر بالخير وتنبئ بانتقال وباء تلك اللغة بلا رادع لمجتمعاتنا والخافي أعظم.