أحاول أن أحصِّن ذاكرتي من النسيان...
لا أخجل من فاقتي...
أخجل فقط من أبنائي
حين يطلبون اللهو الباذخ
والخروج إلى العراء المُكْلِف...
أحاول أن أحصِّن قلبي من الانفلات...
الانفلات من صرامة المواعيد...
الانفلات بالدخول
في شراكة مجنونة مع امرأة
تعمل على تربيتي كل لحظة
مع أول هاتف يرن...
أحاول أن أحصِّن دمي
من سُكَّرٍ لم أدمنه في حياتي
لعراقة العِوَز...
في طفولة خارج السياق...
(خفيف هو السكَّرُ في الدم)
هكذا قال الأطباء...
على رغم أنني
ثقيل دم في الحياة!!!
(هكذا تندَّر بعض الأصدقاء... والنادر من الأعداء)
أحاول أن أحصِّنني منِّي...
من تهوُّري اليومي...
في الشارع ... في الوظيفة...
في البيت ... في النص...
في اللهو النادر...
في السهر ... في النوم الشحيح...
في الزيارات العابرة...
في الأمل المؤجل...
في اليأس الذي أسخر منه...
في الكتابة التي لا تجيئ...
في النص الذي يستدرجني
إلى حيوات وحتوف...
في الطمع النادر...
في الصلوات التي أدمنها
صفاء للروح... وفرزاَ لتفاصيل النفس...
إقرأ أيضا لـ "جعفر الجمري"العدد 2253 - الأربعاء 05 نوفمبر 2008م الموافق 06 ذي القعدة 1429هـ