قبل سنوات كانت مهنة التدريس تعد من المهن المستقطبة لجموع الخريجين الجامعيين لما تتمتع به من مميزات كالراتب المجزي والدوام المريح والإجازات الأسبوعية والسنوية والمناهج المعقولة نوعا ما في ظل وجود جيل يبجل المعلم ويرى فيه القدوة، لذلك شهد قطاع التعليم دخول عدد لا يستهان به من «الدخلاء» والراغبين في الانخراط في السلك التربوي لتلك المميزات فقط، والطريق السريع للتخلص من هاجس البطالة الملاصق للجامعيين طوال سنوات دراستهم الأربع في المرحلة الجامعية لا لكونه واجبا وميولا قبل أن يكون مهنة ذات مردود.
واليوم في ظل ارتفاع الأجور في القطاع الخاص واستقطابه لجموع الخريجين الجامعيين وتعثر وزارة التربية والتعليم في تطوير مناهجها وتطوير كوادرها، فضلا عن عجزها عن تحسين ظروف المعلمين بما يتواءم مع متطلبات سوق العمل ويحفظ مستواهم ومكانتهم وصعوبة التوظيف في السلك التربوي وامتداد فترة الانتظار على قوائم التربية لسنوات طويلة، قل عدد الدخلاء وغير القادرين على العطاء لأجل العطاء والتعليم حبا في المهنة لا في مميزاتها. وعزف الكثيرون عن هذه المهنة لاسيما مع توجه الوزارة إلى استقطاب العمالة الأسيوية والعربية لشغل وظائفها.
وبات المقبلون على دراسة التخصصات التربوية في المرحلة الجامعية مع علمهم بواقعهم وما ينتظرهم مؤهلين لتحملها وقادرين على العطاء لأجل العطاء نفسه لتخريج أجيال تتجاوز مرحلة التلقين والشحن والتفريغ وتصل إلى مرحلة خلق الإبداع والمواهب.
إقرأ أيضا لـ "زينب التاجر"العدد 2245 - الثلثاء 28 أكتوبر 2008م الموافق 27 شوال 1429هـ