سمعنا كثيرا عن مواقع المحادثة، الكتابية منها والصوتية، وغرف التعارف المدعّمة بكاميرات، كما ووصلت لمسامعنا أحاديث كثيرة عما يقال عنه التاج والفيس بوك والفلكا والسكاي بي والأي سكيو وغيرها من وسائل التعارف الإلكترونية، بيد أن من حطم الأرقام القياسية ولقي إقبالا لا مثيل له هو البال توك.

قد لا يختلف البال توك كثيرا عما سبقه، بيد أن الرقابة عليه أكثر من سواه مع تجاوز بعض الزلات المشتركة كالانحرافات الأخلاقية.

المتتبع لمثل هذه المواقع قد يراها مجرد وسيلة للتعارف وتناقل الخبرات بين الشعوب والعادات والتقاليد بيد أن الأمر بات أكبر من ذلك لا سيما في السنوات الأخيرة لدرجة أنها أمست لدى البعض مصدرا للرزق وسبيلا لجمع الأموال بطريقة سهلة.

وبلغة الأرقام قد يصل ثمن فتح روم واحد بآلاف الدنانير ويزيد الرقم في حال تم تلوين الـ «روم» أو صبغت بصبغة واسم مميز وتجاوزت سعته الـ 200 شخص كما وأن لمالك الـ «روم» (الأونر) مميزات كطرد وصبغ وتمييز أي مشترك (يوزر) وبالطبع عليه أن يدفع في كل عام أجرا دائما.

هذا ويدفع 12 دينارا لمن يرغب بصبغ اسمه باللون الأخضر و35 دينارا في العام لمن يرغب في اللون الأزرق و200 دينار لصحاب الاسم المصبوغ باللون البنفسجي وإذا كان الاسم باللغة العربية فهي إشارة إلى ارتفاع المبلغ لمئات الدنانير.

وبمعادلة حسابية سريعة فأنه وكلما زاد إقبال المشتركين على الـ «روم» زاد مدخولها، وقد تبدوا المسألة أقرب للتفاهة والسطحية لا سيما وإن تعمقت في معرفة شخصيات مرتادي تلك الغرف في تلك المواقع، بيد أنها جدلا لا تخلوا من العقول الاستثمارية الاقتصادية التي تحوّل من تلك المواقع كنزوا