العدد 2243 - الأحد 26 أكتوبر 2008م الموافق 25 شوال 1429هـ

الإسلام في المدارس الألمانية

Common Ground comments [at] alwasatnews.com

خدمة Common Ground الإخبارية

يعرض «زفير»، وهو كتاب منهجي لصفوف الدين الإسلامي، القضايا الأساسية في الإسلام في 15 فصلا لتلاميذ الصفين الخامس والسادس. وتضم المواضيع مفهوم الله تعالى والنبي محمد (ص) وهيكل القرآن الكريم، إضافة إلى قضايا مثل حقوق الأطفال والمسئولية الاجتماعية.

يجري حاليا إعداد الأجزاء للصفوف السابع حتى العاشر. تصميم الكتاب ممتاز. أما الكتاب فهو جزء من مبادرة لتثقيف الطلاب المسلمين بصورة أفضل في المدارس الحكومية الألمانية حول دينهم الإسلامي.

يتواجد «زفير» في مقدمة التعليم الديني المعاصر. يشكل الكتاب الجديد بالنسبة للإسلام في ألمانيا خطوة بعيدا عن الأطراف وباتجاه التيار الرئيس للمجتمع.

«لا يهدف الكتاب إلى تثقيف التلاميذ ليؤمنوا وإنما لاتخاذ قرارات مسئولة فيما يتعلق بالإيمان»، كما يؤكد هاري هارون بير من جامعة إيرلانغن نوريمبرغ. يدّرس بير، وهو ألماني تحول إلى الإسلام، مدرسي الدين الطموحين في معهد عبر الاختصاصات للتعليم الديني الإسلامي.

وهو واحد من مؤلفي خطة التدريس لصفوف الإسلام في المدارس النموذجية البافاريّة في إيرلانغن وبيروث وفيرث ونوريمبرغ، وكذلك في ميونيخ منذ بداية هذه السنة الدراسية.

ويقول بير إنه يتوجب على صفوف الإسلام في المدارس أن تشجع «مسافة حرجة باتجاه دين الإنسان». ويشعر المحاضر الجامعي أن فهما حرفيا للقرآن الكريم كدليل إرشادي «لا يشكل نموذجا مستداما».

وهو يعتبر القرآن الكريم نصا لغويا أدبيا له نقطة أصل تاريخية وتطور تاريخي.

لم يُتخذ الإسلام كموضوع عادي في المدارس الحكومية الألمانية حتى الآن إلا على أساس تجريبي. حسب المادة 7، الفقرة 3 من الدستور الألماني، يملك المسلمون حقا في التعليم الديني لأطفالهم تحت إشراف الدولة، تماما مثل المسيحيين. إلا أنه، لعقود عديدة، لم يجرِ تطبيق هذا الحق نظرا لانعدام وجود شركاء مناسبين على الجانب المسلم.

وفرت مقاطعة نورث راين وستفاليا منذ العام 1999 التعليم الإسلامي في حوالي 140 مدرسة ولحوالي 10,000 تلميذ مسلم. إلا أن التعليم الإسلامي لا يتناغم مع المساقات الدينية بحسب ما ينص عليه الدستور الألماني لا يجري إعداد منهاج للمساقات إلا بالتنسيق مع مؤسسات إسلامية.

أجرت كل من بافاريا وبادن فورتمبرغ وريانلاند - بالاتينات برامج تجريبية في المدارس الابتدائية والثانوية. بحلول نهاية السنة الماضية كان وضع مقاطعة شلزويك هولشتاين هو تجربة التعليم الإسلامي مع كم كبير من المشاركة الطائفية.

منذ العام 2003 قامت بريمين بتطوير مفهومها الخامس لمساقات حول الإسلام في المدارس الحكومية.

أما الأسلوب المتبع في برلين فيبقى خلافيا حيث يجري تدريس الدين هنا في حوالي 30 مدرسة حكومية تحت الإشراف الوحيد للاتحاد الإسلامي، ولا توجد سيطرة لمقاطعة برلين على ما يتم تدريسه.

ويحافظ الاتحاد الإسلامي، حسب ما يقال، على اتصالات مع ميللي غوروس، وهي منظمة تخضع لرقابة قوات الأمن الألمانية. ويدعي النقاد أن التعليم الديني الذي يجري من قبل الاتحاد الإسلامي لا يتفق مع الأهداف التعليمية كتشجيع المسئولية والتفكير المستقل بين التلاميذ.

ويجري في بقية المقاطعات الألمانية الأخرى تطوير المناهج للمساقات التعليمية من قبل فرق من الخبراء والجمعيات الإسلامية بتنسيق من قبل سلطات الشئون الثقافية والتعليم.

في مارس/ آذار 2008، نادى المؤتمر الألماني حول الإسلام برئاسة وزير الخارجية ولفغانغ شوبل بإدخال شامل تعاليم الدين الإسلامي في المدارس الحكومية باللغة الألمانية. وقد أكد الخبراء التعليميين على تعليم الدين الإسلامي في ألمانيا من قبل أساتذة مدربين في الجامعات الألمانية سوف يخدم عملية التكامل ويشجعها.

بالمقارنة، لا يعلم أحد في الواقع ما الذي يجري تعليمه في المدارس الدينية التي يجري إنشاؤها في المساجد المختلفة. يقوم الطلبة هناك عادة بتلاوة آيات من القرآن الكريم دون أي تعليق أو انتقاد. من ناحية أخرى يتوجب على مدرسي الإسلام في المدارس الحكومية تدريس نوع متنور من الإسلام مصمم للأوضاع في ألمانيا.

كان تجاوب الأهالي المسلمين مع صفوف تدريس الإسلام في المدارس إيجابيا بشكل عام. وهم يرون الموضوع المدرسي الجديد اعترافا بخلفيتهم الثقافية من قبل ثقافة الغالبية.

إلا أن ما هو مفقود إلى درجة كبيرة هو أساتذة تعليم الدين. وتتوقع بعض التقديرات أن هناك حاجة لحوالي عشر سنوات قبل أن يتوفر عدد كافٍ من الأساتذة المؤهلين. لا يوجد حاليا سوى حوالي 150 مدرسا (80 منهم في منطقة نورث راين وستفاليا وحدها) في كل ألمانيا، لتدريس 750,000 تلميذ مسلم. هناك حاجة لعشرة أضعاف هذا العدد على الأقل.

الجامعات الوحيدة التي تقدم برامج لتدريب أساتذة الدين الإسلامي هي جامعات مونستر، أوزنابروك وايرلانغن. نتيجة لذلك سوف تمر فترة زمنية قبل أن تصبح مساقات الإسلام جزءا من المنهاج العادي في المدارس الحكومية في أنحاء البلاد.

* كاتبة مستقلة، والمقال ينشر بالتعاون مع «كومن غراوند

إقرأ أيضا لـ "Common Ground"

العدد 2243 - الأحد 26 أكتوبر 2008م الموافق 25 شوال 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً