أربعة أشهر و24 يوما هي المدة التي مضت على إجراء انتخابات «شورى الوفاق» لجمعية الوفاق الوطني الإسلامية، التي فازت فيها امرأة واحدة وهي رملة عبدالحميد، صاعدة إلى «شورى الجمعية»، تاركة خلفها «دائرة شئون المرأة» من دون رئيس، على رغم أن رئاسة الدائرة نفسها يكون بالتعيين كما في جميع دوائر أو لجان الجمعية نفسها.
ما يدعوني إلى الكتابة عن تلك الدائرة هو أنها كغيرها من الدوائر أو اللجان النسائية في جميع الجمعيات السياسية والأهلية في البحرين، التي لم تقدم الدور المطلوب منها أن تقدمه... زيارات إلى دور المسنين... وأخرى إلى عائلات الشهداء... وقد تكون هناك زيارات أخرى تعاود العضوات من خلالها المرضى أو الطلبة وتقدم لهم الورود الحمراء، وغير ذلك من الأنشطة التي جعلها مديرو العمل السياسي - الإسلامي في البحرين حكرا على النساء.
ولو قلنا إن الدائرة خرجت من دائرة الزيارات، ومن القوقعة التي رسمها لها المسئولون فسنجدها قدمت مؤتمر المرأة الأول الذي استمر لمدة يوم واحد فقط، والذي أقيم تحت شعار «المرأة والمطالبة بالحقوق العامة... ما بين الواقع والطموح»، فيما شهد مشاركات من البحرين ودولة الكويت الشقيقة.
كما قامت الدائرة بإصدار بيان كغيرها من الجهات التي تصدر بيانات بشأن انتهاك حقوق المرأة العمالية والنقابية، من أجل التضامن مع النقابية نجية عبدالغفار بعد توقيفها لمدة عشرة أيام عن عملها.
إلى هنا لم نجد أن الدائرة قدمت نشاطا حقيقيا يعكس الهدف الذي تأسست الدائرة لتحقيقه؛ فبإلقاء نظرة على النظام الأساسي للجمعية، وتحديدا على المادة السادسة (أهداف الوفاق)، سنجد أن البند رقم 13 يقول إن الجمعية تهدف إلى: «تعزيز دور المرأة، وتمكينها من ممارسة جميع حقوقها السياسية والاقتصادية والاجتماعية وإطلاق طاقاتها للمساهمة الفاعلة في بناء المجتمع وتطويره وفقا لأحكام الشريعة الإسلامية»... إلا أن المتتبع لخطوات «دائرة المرأة» سيجدها لم تقدم حتى الآن ما يساهم في تحقيق الهدف نفسه... فهل هذا الواقع الذي نريده للمرأة؟
قبل أيام من الآن دار حوار مقتضب بيني وبين إحدى الأخوات «الإسلاميات» فأثارت سؤالا عن مصير تلك الدائرة - على اعتبار أنها الأنشط بين زميلاتها في جمعيات أخرى - وهو أنه: هل يُعقل أن تكون دائرة شئون المرأة من دون رئيسة منذ 31 من مايو/ أيار الماضي، وتحديدا منذ فوز رئيستها رملة عبدالحميد، التي ترأست الدائرة لمدة عامين وحتى الآن؟
وبالرجوع إلى ما قدمته الدائرة سنجد أن أنشطتها لم تُفَعَّل منذ فترة طويلة جدا لأسباب عدة أهمها انشغال عضوات الدائرة في مشاغل وأمور أخرى، ترى الكثير منهن أنها أهم من الدائرة نفسها، في ظل عدم وجود أو تقديم برامج تساهم في إشراكهن ومشاركتهن، والدليل على ذلك هو مشاركة وانضمام الشابات والنساء أيضا، وخصوصا النشيطات منهن إلى لجان أخرى كلجنة العلاقات العامة ولجان التنظيم لأية فعالية أو لمركز البحرين الشبابي، فهل مازلنا ننكر ونتجاهل المقولة التي تقول إن «المرأة لا تدعم المرأة، بل وتساهم في فشلها»؟
الموضوع كله يدعونا الى أن نقول: الأمانة العامة لجمعية الوفاق الوطني الإسلامية، إما أن تكون غير مبالية بوجود الدائرة من الأساس، وهو ما رددته عدد من العضوات على رغم أنني أستبعد ذلك الأمر، أو أنها تمر بمرحلة أجدها فيها «متورطة» من تعيين رئيسة قيادية للدائرة، وخصوصا في ظل نقص الكفاءات النسائية لديها، التي يقابلها انشغال الكفاءات النسائية المحسوبة على التيار الإسلامي بأمور تجعلهن يرفضن إمساك الدائرة، بينما لو بحثت الأمانة العامة في سجل العضويات فإنها بالتأكيد ستجد عشرات القياديات اللائي يستحققن أن يمسكن الدائرة نفسها، بل وتطويرها إلى وضع أفضل، حتى تتمكن الدائرة من تقديم عرض أفضل من العرض الذي قدمته في الانتخابات الأخيرة لـ «شورى الوفاق».
إقرأ أيضا لـ "فرح العوض"العدد 2241 - الجمعة 24 أكتوبر 2008م الموافق 23 شوال 1429هـ