من باب مشاركة أبنائنا في هواياتهم واهتماماتهم تجدنا نخصص ساعة أو ساعتين من يومنا لمشاهدة برامجهم التلفزيونية المفضلة، وخصوصا الرسوم المتحركة... صحيح أننا نعرف بعض أسماء أبطال مسلسلات الكارتون الحديثة، وهي جميعا ذات أسماء مختلفة عن تلك التي تعوّدنا على رؤيتها عندما كنا صغارنا ، فاليوم تجد «البوكيمون» و«الدراجون بول» و»الفتيات الخارقات» وغيرها من المسلسلات الكارتونية الحديثة مسيطرات على الساحة، بينما سابقا كانت الغلبة لـ«لوسي» و«فلونة» و«أحلى الأيام» و«بومبو» و«نيلز» و«جورجي» وغيرها من المسلسلات التي لا بدّ أنّ غالبيتنا (الكبار) مولع بمتابعتها حتى يومنا هذا، وعلى رغم أننا نحفظ الأسماء إلاّ أننا نجهل تماما ما يجري من أحداث، حتى وأنْ طلبت من أحد الصغار أنْ يقص الحدث عليك فإنك لا تفهم ما يجري وإنّما تكتفي بهز رأسك كمن يقول «وصلت المعلومة» وهي لم تصل بعد.
هناك مثل قديم يقول: «القديمة كحله والجديد يحلى»، إلاّ أنني اكتشفت العكس وهو أنّ «القديم يحلى والجديد كحله»، فبينما كنّا نتجوّل في أحد الأسواق الشعبية مررنا ببائع لأشرطة الأفلام والمسرحيات والرسوم المتحرّكة، فكان أكثر الواقفين لشراء الأشرطة هم من الشباب ما بين 14 وحتى 20 عاما والأطفال ما بين 7-11 عاما... أستغربت فظننت أنّه يبيع أفلاما ومسرحيات وكارتون حديث، إلاّ أننا اكتشفت أنهم يتهافتون لشراء المسرحيات القديمة مثل: «مدرسة المشاغبين»، و«باي باي لندن»، «العيال كبرت»، «أصطار أكاديمي» وغيرها. أمّا الرسوم المتحركة فهم يقبلون على شراء «عدنان ولينا»، «إيكوسان»، «سنان»، «نساء صغيرات»، «سهم الفضاء»، «صاحب الظل الطويل»، «جازورا»، «نصف بطل» وغيرها... وعندها سألت بعض الموجودين هناك قالوا وكانوا متفقين على الإجابة: «إذ تابعت القديم فإنك لا تمل من تكرارها، بينما الجديد ليس به ما يسلينا وتكراره يضجرنا»، فتيقنت بأنّ المثل كان الأفضل أنْ يكون «القديم يحلى والجديد كحله»
إقرأ أيضا لـ "ايمان عباس"العدد 2237 - الإثنين 20 أكتوبر 2008م الموافق 19 شوال 1429هـ