يحاول كثيرون من الرجال المدخنين التوقف عن التدخين نهائيا، فتجد أن كثيرا منهم يزورون العيادات المتخصصة في هذا الأمر لتلقي المساعدة من المتخصصين، وقد ينجح 50 في المئة من مرتادي تلك العيادات فعلا في الإقلاع عن التدخين نهائيا، بينما تجد الـ50 في المئة الآخرين يعودون إليه مجددا، «مدّعين» وأنا أصر على هذه الكلمة بأنهم لا يستطيعون التوقف عن ذلك.

الإقلاع عن التدخين أمر قد يكون صعب «نوعا ما»... لكن إرادة الإنسان أقوى من أي شيء... من خبرتي وبما أن زوجي أحد المدخنين (مدخن عادي، وليس مدمن، ولكنني أكره التدخين)، حاولت مرارا وتكرارا مساعدته للتخلص من هذه الآفة ولكن دون جدوى، فقدت الأمل وبدأت أتذمر فقط، ولكن بصيص الأمل عاد لي مجددا مع انتهاء شهر رمضان المبارك، إذ قررنا أداء العمرة لمدة 10 أيام، وهناك تيقنت تماما من المثل القائل «رُب صدفة خير من ألف ميعاد».

آخر زيارة لي لبيت الله الحرام كانت قبل أربع سنوات، وعندما وصلت إلى هناك هذا العام وجدت تغييرات وتطويرات كثيرة حدثت سواء كانت في المعمار أو في القوانين.

التغيير والتطوير الذي طرأ على المعمار تستطيع أن تكتشفه بمجرد النظر للمكان، أما في القوانين، فلا تستطيع اكتشاف الأمر إلا بالتجربة وهو ما حدث فعلا، إذ ذهب زوجي للبحث عن نوع السجائر الذي يشربه في البقالات القريبة من مقر سكننا وكانت المفاجأة أنه عندما كان يطلب «السجائر» من صاحب المحل يرد عليه بالقول: «روح الله يصلحك أو روح الله يهديك»... كنت أضحك لسماع ذلك (فقد كان رد فعلهم كمن ذهب والعياذ بالله يطلب الخمر)، إلى أن اكتشفنا الأمر، وهو أن بيع «السجائر» ممنوع في مكة المكرمة والمدينة المنورة، على اعتبار أنه أمر «محظور»... سعدت كثيرا لسماع الأمر، وزوجي قرر بعد محاولات غير مجدية في إيجاد «السجائر» أن يقلع عنه، نجح الأمر «تقريبا» فبدلا من 3 سجائر في اليوم اقتصر الأمر على سيجارة واحدة، واستمر الوضع على ما هو عليه حتى بعد عودتنا إلى البحرين.

كانت هذه نتيجة عشرة أيام قضيناها في مكة المكرمة والمدينة المنورة، فما بالك بـ 20 يوما أو ثلاثين يوما، أجزم أنه سيعود «ناسيا» أنه كان مدخنا في يوم من الأيام