أسئلة تبدأ في طرح نفسها، هل سيسد مسلسل «لا مكان لا وطن» المساحة الفارغة للمسلسلين التركيين «نور» و«سنوات الضياع» اللذين قامت قناة MBC الفضائية بعرضهما لفترة طويلة سبقت شهر رمضان، وكان لهما أثر كبير على الجمهور العربي الذي جذبه الأسلوب الدرامي الجديد للمسلسلات التركية، إلى جانب تأثير اللهجة الشامية المشوقة التي تم بها دبلجة المسلسل، وكيف سيكون تقبل الجماهير لغياب نور ومهند/ يحيى ولميس وظهور شخصيات جديدة لا يعرفون عن حياتهم شيئا، فيما استمرت علاقتهم بالزوجين السابقين لشهور؟
الجواب قد يكون عصيا خلال الأيام الحالية، إذ إن المشاهدين لا يزالون مع أولى حلقات هذا المسلسل، الذي لا نعلم كم عاما سيستمر عرضه، ولا كم الأحداث التي تمكن فريق الإعداد من تجميعها ورصها في نص المسلسل كي تمتد حلقاته إلى ما شاء الله، إلا أن الأمر المؤكد أن الظاهرة التي أحدثها عرض المسلسلين السابقين في أوساط الجماهير والحماس والمتابعة الشديدين لهما كانت علامات على وجود خلل ما، جاءت هذه المسلسلات لتسدها، حتى بات الصغار والكبار رجالا ونساء يتركون ما لديهم من انشغالات وهموم لكي يتفرغوا ساعتين كل يوم لمتابعة تطورات وأحداث حياة ذلك المجتمع المتأزم بـ «ستين نيلة».
أما الأمر الأهم، فما هو مصير العذارى اللاتي تعلقت قلوبهن بالبطل الوسيم في مسلسل نور «مهند»، هل ستجدن في المسلسل الجديد الـ «دونجوان» الذي يخطف قلوبهن، ويجعلهن يسهرن الليالي في أحلام اليقظة وهن يتصورنه شريكا لهن حتى ولو في غرفة عفنة، على أن ينهلن من رومنسيته وعذوبة شخصيته ما يفتقرن لوجوده في حياتهن اليومية؟
وما هو مصير بطلة المسلسل الجديد، التي وجدها الجمهور منذ اليوم الأول وهي حامل سفاحا، ورمى بها أهلها في النهر لغسل عارها، وتكاتف أعمامها لكي ينزلوا في حبيبها «حسين» شرَّ قتلة حتى يستعيدوا كرامتهم المهدرة لما سببه لهم من خزي؟
لو كان المسلسل بصدد معالجة قضايا من هذا النوع، فمزيدا من التوفيق وسيروا يا جماعة في عرضه، أما إذا ما حولت الدراما ذلك الموقف إلى إعدام للحب والرومنسية، فإن في ذلك تشجيعا لممارسات نحن في غنى عن أن تروج لها مسلسلات تركيا في مجتمعاتنا.
إقرأ أيضا لـ "علي نجيب"العدد 2231 - الثلثاء 14 أكتوبر 2008م الموافق 13 شوال 1429هـ
