العدد 2230 - الإثنين 13 أكتوبر 2008م الموافق 12 شوال 1429هـ

دوري من دون المحرق!

محمد عباس mohd.abbas [at] alwasatnews.com

رياضة

تمكن فريق المحرق كعادته من الظفر بلقب بطولة كأس سمو ولي العهد ليجمع الثلاثية بعد تحقيقه لقبي الدوري وكأس الملك في الموسم الماضي ليؤكد هيمنته المطلقة على كرة القدم المحلية.

المحرق في طريق تحقيقه لقب كأس سمو ولي العهد تخطى منافسيه الأقوى في الدوري المحلي بخماسية، إذ فاز على الرفاع في الدور قبل النهائي 5/2 وفاز على الأهلي بالنتيجة ذاتها في المباراة النهائية!.

وإذا كان هذا حال الفريقين الأقوى فما هو حال بقية الفرق في الدوري المحلي عندما تواجه المحرق!

لاشك في أن المحرق تمكن من بناء فريق قوي ومتكامل الصفوف يزخر بالنجوم والمواهب في داخل الملعب وعلى دكة الاحتياط، ما يعطيه أفضلية كبيرة على جميع الفرق الأخرى.

حتى الآن لا يبدو هناك أي أمل في وجود منافس حقيقي للكتيبة الحمراء على المستوى المحلي، ما يعني أن حال الدوري والمسابقات المحلية الأخرى هذا الموسم لن يختلف عن المواسم الماضية في ظل السيطرة المطلقة لفرقة الرعب الحمراء.

في ظل هذا الوضع فإن الدوري المحلي يعيش من تراجع إلى تراجع أكبر مع غياب المنافسة الحقيقية ومعرفة البطل قبل بدأ البطولة، في ظل الفارق الفني الواضح للمحرق على جميع الفرق المحلية الأخرى، ما سيؤدي إلى غياب الاثارة والمتعة الحقيقية وموت بطولة الدوري والبطولات الأخرى، وليس للمحرق ذنب في ذلك بقدر ذنب الفرق الأخرى التي لم تستطع مجاراة المحرق بصناعة فريق منافس له.

لذلك فإن الاتحاد البحريني لكرة القدم مطالب بايجاد حلول بديلة تسمح بإشاعة أجواء تنافسية في المسابقات المحلية.

هذه الحلول التي من الصعب ايجادها من دون تطور الأندية المنافسة للمحرق ووصولها إلى مستوى مقارب لمستوى الكتيبة الحمراء لن تتمكن من علاج الجذور الحقيقية للمشكلة.

ومن هذا المنطلق فإنني أعتقد أن أفضل الطرق لإشاعة أجواء تنافسية مثيرة في الدوري المحلي هو إخراج المحرق من الدوري واللعب من دونه، لأنه حينها فقط سنشاهد تنافسا حقيقيا بين بقية الفرق المتقاربة في المستوى الضعيف!

وربما تسهم هذه الأجواء التنافسية من دون المحرق في تطور مستوى الدوري وتطور مستوى أداء الفرق المشاركة فيه بعد غياب الشبح الأحمر عنهم.

والمحرق في ظل إمكاناته الحالية والنجوم التي يمتلكها الفريق فإن الأجواء والمنافسات المحلية لم تعد غايته الحقيقية في ظل السيطرة المطلقة له محليا، إذ إن طموحه يتركز حاليا على الظفر ببطولة خارجية كانت قريبة منه جدا في الموسم الماضي، وهي كذلك في هذا الموسم قبل الهزيمة من النهضة العماني في ذهاب الدور نصف النهائي من كأس الاتحاد الآسيوي غير أن الفريق مازال يملك كامل الحظوظ في مباراة الإياب في مسقط.

لاعبو المحرق سيصيبهم الملل أيضا في ظل سيطرتهم المحلية المطلقة وغياب المنافسة الحقيقة، لذلك فإن من الأفضل باعتقادي أن يتم إشراك المحرق في احدى الدوريات القوية المجاورة لنا مثل الدوري القطري أو الدوري الإماراتي، إذ أن المسئولين هناك لا أعتقد أنهم سيمانعون مشاركة المحرق في دوريهم لو عرضت عليهم الفكرة بشكل جدي، إذ أنها ستمثل جانبا في التكامل الخليجي وفي توثيق العلاقات بين الشعوب الخليجية الشقيقة.

مثل هذا الإجراء سيسمح للمحرق في ظل إمكاناته الحالية بخوض منافسات حقيقية مع فرق قوية بما سينعكس إيجابا عليه وعلى تطور مستواه، وخصوصا أن جل لاعبي الفريق هم من المحترفين حاليا، وبالتالي لا مشكلة في الإجازات أو في التفريغ من العمل. كما أن هذه الخطوة ستتيح للدوري البحريني خلق أجواء تنافسية والعودة إلى الوضع الطبيعي بوجود أكثر من فريق يتنافس على اللقب.

الدوري المحلي في ظل الوضع الحالي بوجود فريق واحد فقط محتكر لجميع الألقاب سيكون غير قادر بالتأكيد على جلب الجماهير إليه، على عكس الدوريات المحلية الأخرى التي تشهد منافسة حقيقية وأبرزها دوري كرة السلة، وأمام اتحاد الكرة خياران إما دوري تنافسي ضعيف من دون المحرق أو دوري بمتنافس واحد فقط!

إقرأ أيضا لـ "محمد عباس"

العدد 2230 - الإثنين 13 أكتوبر 2008م الموافق 12 شوال 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً