في عيون علي البالغ من العمر 12 عاما معاني المأساة التي تسبب فيها الغزاة في ارض الرافدين... فلقد قصفت الطائرات الاميركية منزل عائلته وقتلتهم جميعا وقطعت يداه... علي ليس فقط من اهل البصرة، انه من اهل البحرين، من اهل الكويت، من اهل فلسطين من اهل سورية من اهل كل بلد عربي ومسلم، وجميعنا ينتظر دوره ليرى عليا في كل بقعة من بقاع العالمين العربي والاسلامي تلبية لرغبات عدد من الاشرار القابعين في واشنطن وفلسطين المحتلة.
وعلي هو رمز ايضا للصمود عندما قال للصحافيين: انه مستعد لأن يذهب إلى اي مكان للعلاج إلا اميركا، فهي التي قطعت ذراعيه وهي التي قتلت أهله... ثم هناك المهندس العراقي الذي يحاول اعادة تشغيل مصنع ضخ المياه الصالحة للشرب بينما وقف الجندي المحتل بسلاحه فوق رأسه.
مرزوق شاهد كل ذلك في المحطات الفضائية وسأل شخصا يشاهد معه التلفزيون عن رأيه.
مرزوق: ماذا تعتقد؟
المشاهد: عن ماذا؟
مرزوق: متى سنشاهد هذه المشاهد تتكرر في دمشق والرياض وطهران أو اية مدينة عربية أو اسلامية اخرى...؟
المشاهد: بوش والاشرار الذين معه لديهم انتخابات العام المقبل... ولذلك فانه سيركز في الفترة القادمة على اقناع الاميركان بأن اقتصادهم الذي تعرض لأكثر من مليون مليون دولار (يعني اكثر من تريليون دولار) من الخسائر العام الماضي، ان هذا الاقتصاد سيستعيد خسائره من خلال سلب العراق تماما كما سلب قطاع الطرق متحف بغداد...
مرزوق: يعني ان اميركا لن تهجم على سورية او أي بلد آخر؟
المشاهد: ستهجم، ولكن بعد اعادة انتخاب بوش واشراره العام المقبل.
مرزوق: ولكن رئيس الوزراء البريطاني ووزير خارجيته قالا واكدا انه لن تتم مهاجمة سورية؟
المشاهد: بلير لن يكون في الحكم بعد عامين فشعبيته منخفضة، وستستلم حكومة اخرى الوضع، وتلك الحكومة ليس لها علاقة بما قاله بلير لتهدئة العرب، يعني ان بريطانيا «تقص» على العرب مثل ما قصت عليهم عندما قالت للعرب: ساعدوني على الدولة العثمانية وسأعطيكم حق تقرير المصير، وبدلا من ذلك قسمت بلدانهم واعطت اليهود احدى تلك البلدان هدية لهم...
مرزوق: ولكن هذا غير اخلاقي؟
المشاهد: كل شيء غير اخلاقي منذ البداية وكل شيء بالمقلوب في العصر الاميركي - الاسرائيلي...
مرزوق: لماذا تقول عصر اميركي - «اسرائيلي»، وليس اميركي - بريطاني...؟
المشاهد: لا، مساكين البريطانيين، سيعطونهم حقول النفط في جزر «مجنون» العراقية لان لديهم بقر «مجنون»، والبقر المجنون سيشبع من جزر مجنون. اما باقي خيرات العراق فللاميركان والاسرائيليين.
مرزوق: هل لهذا الامر علاقة بقطع انبوب النفط عن سورية؟
المشاهد: طبيعي، فالعدو الصهيوني (خلنا نقول عدو صهيوني بسرعة قبل لا يصدر قانون يمنع ذلك)... فالعدو الصهيوني بدأ في اعداد ميناء حيفا لاستقبال النفط العراقي الذي سيتحول من سورية (التي ستحتل بعد العراق) الى اسرائيل التي احتلت فلسطين.
مرزوق: ما هي خياراتنا؟
المشاهد: بحسب عقيدة أشرار البيت الابيض «الاستسلام المطلق وتنفيذ رغبات الضباط الاميركان»، ولا يوجد خيار آخر...
مرزوق: وهل سينجحون في ذلك؟
المشاه: لو انهم سينجحون لنجح غيرهم، ولو نجح غيرهم لما وصل الأمر لهم... فأنهم غزاة وستلفظهم ارض الرافدين كما ستلفظ فلسطين المحتلين الصهاينة
إقرأ أيضا لـ "حظك يا مرزوق"العدد 223 - الأربعاء 16 أبريل 2003م الموافق 13 صفر 1424هـ