كثيرون هم الناس إللي نلتقيهم في خضم الدوامة الكبرى التي نعيشها، منهم الصالح وأغلبهم للأسف الطالح! وهم موجودون غصبا عنا، رضينا أو لم نرضَ، فمنهم إللي يسوى تتكلم فيه وتذكر محاسنه على الاقل، وغيرهم ما يسوى حتى بذل الجهد في تحريك اللسان عليه! عمليا هم نماذج يمكنك ان تصنفهم بين صالح وآخر طالح، وما سواهم فهي مجاملة لا هدف منها ولا فائدة.
مناسبة حديثي اليوم هو كيف لك ان تفرق بين الثرى والثريا، في زمن تختلط فيه المفاهيم والمعايير، ويصعب على حتى أكبر علماء النفس تفكيك رموزها وشفراتها؛ لأنها وببساطه صارت بالبركة ومن غير أي سابق انذار ليصبح العيّار الجمبازي بيّاع الحجي هو الشريف النزيه الواصل الآمر الناهي، الآخر إللي على نياته هو الحية الطبانة وهو رجل الاقنعة إللي لازم تخاف وتحاسب منه!
لذلك ترى (بعض) أسوأ الناس في المجتمع يعتلون درجات تخب عليهم أصلا، فتراهم هم علية القوم وهم من يخيطون ويبيطون في أمور العباد، ولا ضير أن تراهم المثل الأعلى والحلم الأسمى لبعض الناس وهم المساكين بطبيعة الحال، لا لهيبة أو درجة احترام، بل إثبات صارخ ويبط العين بأن هذه الدرجات يبغي لها واحد جمبازي عيّار بيّاع حجي، مواقفه في الأزمات تترنح مثل الجيلي ومائعة مثل حلوى الحلقوم!
لِف برأسك وانظر للمحيطين من حولك، وتصفح ما تعرفه عنهم من باطن واترك عنك ما يبين عليهم من ظاهر، وستكتشف ان وصول (بعضهم) الى ما هم عليه لا لكفاءة فذة ولا لقدرات فائقة... بل السالفة وما فيها أحيانا حظ يكسّر الصخر، وهذا لا يعني ان نؤمن بهم لأن الحظ اعطاهم فرصة... وإلا فقدنا ثقتنا حتى بأمهاتنا!
فالسؤال يا ترى... هل كل من وصل وصار يمكن لنا ان نجعله مثلا أعلى في حياتنا وأن تكون تجربته في الوصول أيّا كانت مثالا يُحتذى به، أو يكفي ان نقول «ما طار طير وارتفع، إلا كما طار وقع»
إقرأ أيضا لـ "حمد الغائب"العدد 2227 - الجمعة 10 أكتوبر 2008م الموافق 09 شوال 1429هـ