قبل أقل من عامين من الآن انتقل إلى رحمة الله تعالى حارس المنتخب الوطني الأول لكرة اليد والنادي الأهلي ونادي المحرق سمير عبدالله بعد معاناة حقيقية مع الآلام الناتجة عن الحادث المروع الذي تعرض لها أثناء ما كان في طريقه إلى عمله الرسمي في وزارة الداخلية، الكل يتذكر هذه القصة المؤلمة والكل يتذكر كيف تعامل المسئولين عن الرياضة مع معاناة سمير الذي كان بحاجة إلى السفر ليس إلى ألمانيا بل إلى المنطقة الشرقية بالمملكة العربية السعودية لعل وعسى أن يتقبل العلاج ويعود كما كان قبل الحادث والكل يتذكر أن هذه المعاناة لم تجد الصدى المناسب على رغم المناشدات اليومية في الملاحق الرياضية؛ نظرا لوجود إنتر ميلان في ذلك الوقت وليته لم يأت!
اليوم سمير عبدالله في قبره بمقبرة سماهيج التي شهدت تشييعا مهيبا للرياضي الخلوق الراحل وفي النهاية الموت حق ولا اعتراض على ذلك، فالموت نهاية كل إنسان على وجه هذه الأرض، ولكن ما تتعرض له عائلة المرحوم طيلة الفترة الماضية مؤلم جدا، ولعله أشد إيلاما من الآلام التي عاناها المرحوم قبل أن ينتقل إلى رحمة الله لأنه خلف أيتاما بحاجة لأن يحتضنهم المجتمع الذي يعيشونه، ولقد أثلج صدر الجميع مكرمة جلالة الملك حين أمر بتخصيص وحدة سكنية لعائلة الفقيد في ذلك الوقت كونها خففت آلام الجميع، ولكن ما قرأته بالأمس في «الوسط» بشأن مطالبة وزارة الإسكان لزوجته «أم زينب» بأن تبدأ في دفع الأقساط الشهرية يتنافى مع المكرمة التي لم تأمر بتسريع طلب المرحوم بل بتخصيص الوحدة السكنية.
وعلى ذلك فإنني أعتقد أن وزارة الداخلية التي خدم فيها الفقيد طيلة حياته العملية وتعرض للحادث وهو في الطريق لأداء واجبه التدخل بشكل مباشر في العملية وخصوصا أن الوزير أبدى اهتمامه وقت المعاناة بحالة الفقيد ثم أن محافظة المحرق مسئولة هي الأخرى بشكل مباشر عن متابعة مشكلة أسرة الفقيد مع الإسكان كون الفقيد من أبناء المحافظة والمحافظ ذاته كان متابعا دقيقا للقضية في ذلك الوقت، وليست وزارة الداخلية ومحافظة المحرق المسئولة بل حتى المؤسسة العامة للشباب والرياضة مسئولة مسئولية مباشرة عن القضية وإن لم تكن تعلم فقد علمت اليوم ونتمنى أن نلحظ منها تحركا إنسانيا للتأكيد على مكانة اللاعب الدولي الذي يخدم بلده وأن الرياضة في البحرين لا تأخذ اللاعب لحما وترميه عظما!، والمؤسسة لابد أن تقوم بذلك بالتنسيق مع اتحاد اليد الجديد، والمسئولية كذلك تقع على عاتق نادي المحرق الذي احتضن الفقيد سنوات طويلة كلاعب مخلص وكذلك نادي البحرين والنادي الأهلي، وفي النهاية أسرة سمير عبد الله في أعناقكم ويجب التحرك السريع والمتابعة مع الديوان الملكي بدوافع إنسانية بحتة، «والله لا يضيع أجر المحسنين».
It is not finish
كنت قريبا جدا من مخرج اللاعبين في استاد البحرين الوطني أسفل المنصة الرئيسية وسمعت جيدا ما قاله الدولي محمد بن سالمين والبرازيلي ريكو لجماهير النادي التي على ما يبدو أن بعضها أثارت اللاعبين. في البداية أعتقد أن اللوم والعتب يقع على الجماهير المحرقاوية عموما سواء التي حضرت المباراة أو التي لم تحضر، لا أتصور أن العدد الذي حضر هو العدد الحقيقي لجماهير النادي العريق المعروف بقاعدته الجماهيرية الجارفة في البحرين. قبل أقل من نصف ساعة توجهت للملعب بسرعة لاعتقادي بأن هناك زحمة سيارات من قبل الجماهير ولكن شيئا من ذلك لم يكن، دخلت المنصة الرئيسية ورأيتها خاوية من المسئولين في الاتحاد أو المؤسسة أو النادي، لمحت المدرجات وإذا باللاعبين داخل أرضية الملعب بالإضافة إلى العاملين وبقية الأطراف أكثر من الجماهير الموجودة في المدرجات، ذلك مثل صدمة بالنسبة إلي وخصوصا أني لست مواظبا على حضور مباريات كرة القدم، ولكن الوضعية الطبيعية لجماهير المحرق في مباريات الدوري المحلي الضعيفة أفضل بكثير من وضعية الجماهير في مباراة الدور قبل النهائي من بطولة كأس الاتحاد الآسيوي التي يضعها الجميع هدفا هذا الموسم في أن يحقق المحرق أول بطولة خارجية في لعبة كرة القدم على مستوى الرجال، لذلك الجماهير المحرقاوية كان يجب أن تتحمل المسئولية، وصدقوني لو أنها تحملت المسئولية لكانت النتيجة مغايرة عن النتيجة التي آلت إليها في النهاية، بدليل أن التشجيع الحار من القلة في الشوط الثاني رفعت همة اللاعبين المرهقين خصوصا الدوليين وكان الفريق قريبا من التسجيل لولا تألق الحارس العماني. أعود لكلمات البرازيلي ريكو، فشخصيا أتفق معه بأن الأمور لم تنته بعد وأن المحرق قادر على العودة لشكله الطبيعي في مباراة الإياب وقادر على التأهل إلى النهائي الآسيوي من بواب النهضة في مسقط، ولكن ذلك بحاجة إلى دعم الجماهير أيضا
إقرأ أيضا لـ " محمد أمان"العدد 2226 - الخميس 09 أكتوبر 2008م الموافق 08 شوال 1429هـ