تحتفل سفارة المملكة العربية السعودية لدى مملكة البحرين اليوم (الأربعاء) 8 أكتوبر/ تشرين الأول باليوم الوطني الثامن والسبعين، وفيما يأتي نص كلمة القائم بالأعمال في سفارة المملكة العربية السعودية بالنيابة عبدالرحمن بن إبراهيم الخلف بالمناسبة:
في التاسع عشر من شهر جمادى الأولى من سنة 1351هـ وبعد جهاد استمر 32 عاما أعلن الملك عبدالعزيز - رحمه الله - توحيد أجزاء هذه البلاد الطاهرة تحت اسم «المملكة العربية السعودية» بعد أن كانت قبائل متفرقة ومتناحرة يسودها الظلم والجهل والتخلف لتنشأ في تلك اللحظة التاريخية دولة فتية تزهو بتطبيق شرع الله وتصدح بتعاليم الإسلام السمحة وقيمه الإنسانية.
لقد جعل الملك عبدالعزيز رحمه الله الشريعة الإسلامية منهاجا ونبراسا له فحقق الله مراده وتكاتف الناس حوله وجعل للوطن قيمة وأعاد لهذه الأرض أمنها واستقرارها وازدهرت الحياة وسن الأنظمة والقواعد وفق دستور شرعي يعطي كل ذي حق حقه، ولقد استطاع بحنكته أن يعطي للحكم في هذه البلاد مفهوما جديدا للإصلاح حيث بين للناس أنه منهم ومعهم وأنه يشاركهم همومهم وأن الشيء الذي يهمه هو دحر الظلم وانتشار العدل ووحدة هذه البلاد على عقيدة صحيحة وعلى قلب واحد وشعب واحد، وترجم تلك المعاني في حياته وأخذ يبني البلاد وجمع شمل الأمة ووحد رأيها وكلمتها وحوَّل هذه البلاد من الفتن إلى بلاد كلها حب وكلها تقدم وازدهار، وبعد اكتمال مقومات الوحدة وإعلان قيام المملكة العربية السعودية تركز الاهتمام على وضع أسس وقواعد الدولة الوليدة، وكان لبعد نظر الملك عبدالعزيز وذكائه الأثر الأكبر نحو تعزيز ركائز الدولة في الداخل ومد علاقات حسن الجوار والصداقة إلى الدول المجاورة والصديقة، إن هذه البذور التي غرسها الملك عبدالعزيز أصبحت هذه الأجيال والأجيال السابقة تجني ثمارها في ملحمة قوية يسودها الحب والاحترام.
ثم انطلق أبناؤه من بعده ليكملوا المسيرة ويجعلوا هذه الجزيرة واحات من البناء والازدهار والرفاهية، حيث تعاقب على الحكم من بعده الملوك سعود، وفيصل، وخالد وفهد - رحمهم الله - واليوم يحمل الراية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يعاضده ساعده الأيمن ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز - حفظهما الله.
واليوم الوطني هذه الذكرى الغالية على قلوب الجميع هو احتفال بهذه العطاءات والانجازات ويمثل فرصة كبرى للتفكر في هذه المسيرة التي تحققت منذ توحيد أطراف البلاد الشاسعة وتذكير بما قام به الملك عبدالعزيز رحمه الله لنستلهم العبر والدروس من سيرة هذا القائد الفذ الذي استطاع بحنكته ونافذ بصيرته، وقبل ذلك كله بإيمانه الراسخ بالله عز وجل، أن يضع قواعد هذا البناء الشامخ ويشيد منطلقاته وثوابته التي مازلنا نقتبس منها لتنير حاضرنا، ونستشرف ملامح نتطلع بها لغد أفضل في سعينا الدائم إلى كل ما من شأنه رفعة الوطن في جميع المجالات للَّحاق بركب الحضارة، حيث قطعت المملكة ولله الحمد شوطا كبيرا في تحقيق نهضة وتنمية شاملة وعلى جميع الأصعدة في سنوات قصيرة قياسا بعمر الأمم ما جعلها تحتل مركزا مرموقا بين الأمم على المستوى السياسي والاقتصادي والثقافي والإنساني من خلال المحافظة على ثوابتها كدولة إسلامية لها أهميتها العظمى كمهبط للوحي وقبلة للمسلمين ودورها المهم في الدفاع عن القضايا الإسلامية والعربية والحرص على تعزيز مبادئ السلم والعدل والأمن في العالم، ما جعل المنصفين في العالم ينظرون إليها على أنها ميزان لحل مشكلات المنطقة والقضايا الدولية بما تملكه من دور سياسي كبير في العالم العربي والإسلامي، وما تملكه من صدقية سياسية ورؤية حكيمة للمستقبل على أسس ثابتة وواضحة قوامها الحق والعدل والإنصاف وبما تتسم به دبلوماسيتها من اتزان نال احترام السياسة الدولية لآرائها ومواقفها.
ويسرني بهذه المناسبة أن أشيد بالعلاقات الأخوية المتميزة التي تربط بين المملكة ومملكة البحرين الشقيقة القائمة على وشائج القربى والمحبة الصادقة بين القيادتين والشعبين، وعلى ما تحظى به السفارة من رعاية وتقدير كريمين من جميع المسئولين والجهات والمؤسسات وفق التوجيهات السامية لملك البلاد المفدى الملك حمد بن عيسى آل خليفة ورئيس الوزراء الموقر صاحب السمو الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة وولي العهد نائب القائد الأعلى لقوة الدفاع صاحب السمو الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة - حفظهم الله.
وفي الختام أتشرفب أن ارفع باسمي ومنسوبي سفارة خادم الحرمين الشريفين في مملكة البحرين الشقيقة أسمى عبارات التهاني والتبريكات للقيادة الرشيدة والأسرة المالكة الكريمة والشعب السعودي الوفي، سائلين المولى عز وجل أن يديم على بلادنا نعمة الأمن والاستقرار والرخاء تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام الأمير سلطان بن عبدالعزيز - حفظهم الله
إقرأ أيضا لـ "عبدالرحمن بن إبراهيم خلف"العدد 2224 - الثلثاء 07 أكتوبر 2008م الموافق 06 شوال 1429هـ
لا اعرف
متى توحدواااااا