انقضى شهر رمضان الكريم وتاب الله علينا من مشاهدة بعض الوجوه في المسلسلات التي تعرضها القنوات الفضائية خلال هذا الشهر، ومع مرور الأعوام عاما بعد عام مازال القائمون على معظم تلك الأعمال يقعون في الحفرة نفسها بارتكاب الخطأ ذاته، فبتجاوز الفكرة والمضمون وقوة الأداء التي لطالما تحدثنا عنها طوال شهر رمضان لم يتبقَّ سوى المظهر الخارجي ومنطقية التمثيل والتي لم يوفق فيها المعظم في هذا الشهر، فمن المضحك أن ترى ممثلة على فراش الموت كحيلة العينين أو ممثلة تفيق صباحا ومازال أحمر خدودها يتلألأ، والأدهى من كل ذلك أن ترى ملابس النهار والليل والصباح والمساء والسهرة متشابهة.

ومن وجهة نظر نفسية يرجع محللون نفسيون هذا الفعل في معظم دراساتهم إلى انعدام الثقة والحاجة لتجميل المظهر الخارجي لتلميع الشخصية ورسم صورة مثالية لشخوص تملؤها العيوب.

ولعل بعض الشخصيات لا تملك الجرأة للظهور أمام تلك الشاشة الصغيرة بعد غسل وجهها بالصابون لأننا جدلا لن نتعرف على هويتها بعد ذلك، وفي الجهة المقابلة نرى بعض الأعمال التي تخطت هذا المنزلق وتجاوزت تلك العقد وبرعت في تحدي منطقية التمثيل فعلى المستوى الخليجي أذكر مسلسل «ظل الياسمين» إذ جازفت الممثلة الكويتية «شهد» في الظهور دون طلاء وجهها بالمساحيق ليتواءم ظهورها مع الحقبة الزمنية للمسلسل من جهة ومع شخصيتها البسيطة من جهة أخرى وعلى المستوى العربي لم تكن الممثلة المصرية هند صبري في مسلسل «بعد الفراق» والتي لعبت دور خادمة فيه أقل جرأة فقد ظهرت دون تلك المساحيق وبملابس تفتقر لأدنى أبجديات الأناقة وصرعات الموضة ليمسي هذا العمل بصمة لا تنسى في سجلها الفني القصير ويمحو إخفاقاتها السابقة.