ردا على رسائل بعض القراء لتقليل الحديث عن العراق في عمود مرزوق، قرر مرزوق ربط حديث العراق بما هو حاصل في بلادنا، لأننا جسد واحد وما يحصل في العراق مرآة لما يحصل في أي بلد عربي ومسلم...

أحد القراء: ماذا تقصد بأن ما يحدث في العراق يشبه ما يحصل في البلدان الأخرى؟

مرزوق: انظر إلى عمليات السلب والنهب...

القارئ : ولكن ليس في البلدان الأخرى سلب ونهب...

مرزوق: بالعكس فإن ما يحصل في العراق ما هو إلا سلب ونهب غير متطور، بمعنى آخر إنه سلب ونهب بدائي، بينما السلب والنهب الموجود في العراق سابقا وفي غير العراق حاليا، هو سلب ونهب متطور تقنيا...

القارئ : ولكننا لا نرى الأعمال البشعة التي نراها في العراق...

مرزوق: نعم، لأن كثيرا من «الشاطرين» في السلب والنهب يلتزمون بالحديث «استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان».

القارئ : ولكن الاستعانة بقضاء الحوائج الحلال، وليس الحرام...

مرزوق: نعم، ولكن المعادلة الصحيحة يمكن أن تكون معادلة مقلوبة.

القارئ : ولكن قلب المعادلة أمر سيئ جدا.

مرزوق: بل ان البعض يعتبرها «شطارة»، ويعتبر ان جزءا من شطارته أنه يسلب وينهب ثم يقوم بإلقاء القبض على الصغير الذي يسلب وينهب ويرميه في السجن بدلا عنه.

القارئ : هذا يعني ...

مرزوق: نعم هذا يعني ان السالب والناهب المتطور فوق القانون وفوق الكاميرا، بينما السالب البدائي يسرق كرسيا مكسورا أمام الكاميرا ويتم إلقاء القبض عليه وتغريمه قيمة كرسي غير مكسور فينكسر ظهره.

القارئ : أليس بالإمكان وضع كاميرا خفية لكشف السلب المتطور؟

مرزوق: هذا ممكن، ولكنك بحاجة إلى حرية صحافة، وهذه الحرية مازالت في الأحلام، وندعو الله ان نحصل عليها كما حصل عليها...

القارئ : كما حصل عليها الأوروبيون والأميركان...

مرزوق : لا، كما حصل عليها أهالي ناميبيا في أدغال إفريقيا، وكما حصل عليه أهالي الجزر النائية في المحيط الهندي والمحيط الهادئ.

القارئ : هل تقصد أننا متخلفون حتى عن أدغال إفريقيا وجزر المحيطات...؟

مرزوق: هذا أمر مؤكد، فإننا وبسبب تخلفنا على المستوى الإنساني استسهل الآخرون بإنسانيتا واحتلونا وحولونا من أمة لها سيادة وعظمة وقيادة وريادة، إلى شعوب تسرق متحفها التاريخي الذي يحتوي على قطع تاريخية عمرها خمسة آلاف سنة، وحولونا إلى أمة تسرق المراحيض المكسرة بعد ان حول البعض حكم الأمة إلى مرحاض يدخله ويخرج منه ويتعامل معه كما يتعامل مع المراحيض