لم يكن حصاد منتخبنا الكروي وفيرا ومقنعا في الجولتين الأوليين من مشوار الحلم لمونديال 2010، فاكتفى بنقطة واحدة من تعادله مع قطر 1/1 في الدوحة بعد خسارة دراماتيكية وسط أرضه 2/3 أمام اليابان.

وعلى رغم صعوبة المشوار وقوة المنافسين في المجموعة الآسيوية الأصعب، فإن التطلعات والحسابات كانت أكبر من (النقطة) وكان الإمكان أفضل مما كان، خصوصا أن المؤشرات كانت إيجابية بعد برنامج الاعداد والتجارب الجيدة.

وإذا كان الكثيرون اعتبروا أن حصاد النقطة خسارة لمنتخبنا فإن حساباتنا يجب أن تكون وفق استراتيجية طويلة ومدروسة على طريقة «خسرنا جولتين ولم نخسر معركة الحلم المونديالي» والتي تشمل عدة جولات.

حسابيا لم يخسر منتخبنا الكثير، وما زال يمتلك الفرصة بيديه شريطة أن يجتهد ويضاعف عطاءه ويصحح الاخطاء ويتسلح بالروح القتالية والإصرار، ويقوم الجهاز الفني بإعادة ترتيب الأوراق الفنية، ويستعيد اللاعبون فورمتهم المعهودة التي تؤهلهم لتقديم الأفضل واثبات وجودهم، وخصوصا العناصر الأساسية والمؤثرة التي لم تقدم أوراق اعتمادها جيدا في الجولتين الأوليين.

ولعل الخطر الأكبر الذي نخشاه ويهدد طموحاتنا المونديالية يكمن في المستوى الذي ظهر به الأحمر جماعيا وفرديا في أول مباراتين، وكثرة الأخطاء الفنية والسلوكية التي أدت إلى كثرة الانذارات وطرد في كل مباراة، ما يستوجب التوقف عند نقطة الإعداد النفسي وتعامل لاعبينا مع هذا التحدي المونديالي الذي يتطلب حضورا ذهنيا وتركيزا وادراكا للمسئولية، والانتباه إلى أن هذه الفرصة التاريخية قد لا تتكرر لمجموعة من اللاعبين، وهي تختلف في أهميتها ووضعها مع البطولات الإقليمية الخليجية والآسيوية وخصوصا العناصر الأساسية التي يجب استثمار خبرتها إيجابيا في هذه التصفيات.

وعلى الصعيد الفني، فإن على المدرب ماتشالا تصحيح الأخطاء وخصوصا أننا تجاوزنا جولتي رمضان وما تردد عن تأثيرات الصيام على المستوى البدني والذهني للاعبي المنتخب، بالإضافة إلى ضرورة استدعاء بعض العناصر وفق جاهزيتها، وحلحلة أي عوائق حالت دون ضمها للمنتخب في الفترة الماضية، في ظل الغيابات التي ستطال 4 عناصر أساسية في مباراتنا المقبلة أمام استراليا بعد شهرين.

شخصيا ادرك أن منتخبنا لم يقدم في مباراتي اليابان وقطر نصف مستواه الذي يوازي القدرات الفنية للاعبيه، وعلى رغم ذلك استطاع معادلة قطر في الدوحة، وكاد يتعادل مع اليابان بعدما كان خاسرا صفر-3. فما بالك لو ظهر الأحمر بوجهه الحقيقي في مبارياته المقبلة؟