مَنْ تابع كلّ ماكتب في الصحافة العربية الرياضية في مصر والمغرب والجزائر وفي الصحف الخليجية كافة بعد ختام أولمبياد بكين ، ماعدا - طبعا - البحرين، فسيجتاحه هاجس غريب، يشعره بانّ الحكومات العربية صحت من غفوتها وسباتها ونومها العميق، وإهمالها للرياضة على نكسة منتخباتها ولاعبيها في دورة الألعاب الأولمبية، بعد أن شاهدت اهتمامات دول العالم، وتفاخرها بمنجزاتها الأولمبية، و حرص زعماء أعتى دول العالم على الحضور إلى بكين لمؤازرة منتخباتها والشد من أزر اللاعبين واللاعبات، ولم يقف الحد عند ذلك بل حرصت شعوب هذه الدول الكبيرة على استقبال بعثاتهم الأولمبية استقبال الأبطال، ناهيك عن المكافآت الكبيرة والجوائز القيّمة التي سيحصل عليها البطل الأولمبي ... وهنا أذكر أفضل ماقرأته في مجال التكريم حينما ذكرت الصحف الصينية، أنّ الأبطال الصينيين بثوا روح السعادة في أهاليهم وقراهم حتى أصبحت هذه القرية تلقى كلّ الدعم والاهتمام من الحكومة الصينية ... وكأنّ الخير والفرج نزل على الجميع بسبب هذا الإنجاز الأولمبي !
أمّا الإحباطات العربية فقد تمثلت في الردود الغاضبة من الحكومات ومطالبتها بتشكيل اللجان، كما حدث في مصر والمغرب لدراسة أسباب الإخفاقات ووضع الخطط المستقبلية، في حين اكتفت دول الخليج بتوجيه النقد اللاذع للمسئولين من قبل الصحافة الرياضية وأكبر دليل على ذلك ما حدث في السعودية حينما طالب أحد الصحافيين الأمير الذي يرأس اتحاد ألعاب القوى الاستقالة في ظاهرة تحدث لأوّل مرة !
أمّا في البحرين فقد أغلقنا حناجرنا وكسرنا أقلامنا، وهذا ليس بالعجيب أو الغريب علينا... فلا نحن «طبّلنا» للانجاز التاريخي لرشيد رمزي البطل العربي البحريني، ولا نحن تغاضينا عن هذا الإنجاز والسبب في ذلك، المفارقات العجيبة الغريبة بين ما يشعر به الإنسان البحريني البسيط، وما يشعر به المسئول الكبير، فكلاهما يعيش في كوكبين مختلفين أحدهما يسيره الواقع «الغلط « للرياضة البحرينية ، وآخر يسيّره أحلام الصباح الوردية ... والغريب أن الوسط الرياضي وقف عاجزا عن توجيه النقد اللاذع لبقية اللاعبين الذين عجزوا عن تحقيق أي إنجاز يُذكر على رغم المبالغ الكبيرة التي تصرف عليهم ... فلم يتساءل أحد عن نتائج «عنتر وشيبوب وعبلة» والبقية التي لا نعلم عنها شيئا سوى أنها تجوب العالم باسم البحرين !
أخيرا أقول: ليس بالضرورة كلّ ما يصلح لبلدٍ كبير مثل: فرنسا التي تحتضن كلّ مَنْ يتحدّث اللغة الفرنسية، هو يصلح للبحرين ... والخوف أنْ الرياضة البحرينية تصبح مثل الغراب الذي لم تعجبه مشيته فأراد أن يقلّد مشية القطاة ( طائر ذكي يشبه الحمام)، ولكن حينما عجزعن ذلك حاول أنْ يعود إلى مشيته الأولى بيد أنه نسيها، فلذلك صار يحجل؛ أي(يمشي قفزا بالرجلين)وأصبح يضرب به المثل على تخبّطه.
إقرأ أيضا لـ "عباس العالي"العدد 2197 - الأربعاء 10 سبتمبر 2008م الموافق 09 رمضان 1429هـ